حياة بعد موت/ بقلم الكاتبة/ صابرين الصلوي

وحين تمكن اليأس مني، و راودتني تلك الفكرة السوداء بإزهاق روحي، سمعت صوتًا خفيفًا يهمس لي أن أخلو بالله في صلاة، لعل فيها خلاصًا لما أثقل صدري،
فتوضأت، ووجهت وجهي للذي فطرني، وما إن قلت: الله أكبر حتى شعرت أن قلبي صار كتابًا مفتوحًا، وأن كل آية أتلوها كانت كالممحاة تزيل عني همي،
تساقطت دموعي بغزارة حين أغمضت عيني، فرأيت جثة تشبهني، كانت تظن أن العذاب سينتهي بمجرد الموت، لكنها لم تعلم أن العذاب الحقيقي يبدأ منذ أول قطرة دم تُسفك ظلمًا،
فتحت عيني لأجدني واقفًا بين يدي الله، أتلو الآيات كغريق يتشبث بالحياة، وعند السجود شعرت بالنور يتسلل عبر عروقي، كأنني غُسلت من كل الظلام الذي أثقلني منذ البداية،
وما إن سلمت من صلاتي، حتى شعرت أنني خائف على روحي، كطفل وُلد من جديد، يكتشف الحياة لأول مرة، ويحمل لها حبًا لم يعرفه من قبل.
*🖋صابرين الصلوي*









