كتاب وشعراء

سحقـا لنوفمبـر / بقلم المبدعة/ غرام الجرموزي / اليمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

*سحقا لنوفمبر*

رسالة من قلبي
إلى أول الغيث وآخر المطر…
إلى أمّي التي لم تُحسن الأمومة يومًا، ولم أتوقّف عن حبّها يومًا.

*إلى اليمن…*
الأرض التي ولدتُ فيها،
والتي — رغم كل محاولاتي للهروب — ما زلتُ أعيش فيها
كأن أضلعي مربوطة بجبالها من غير أن أدري.

مساء الخير يا معزوفتي القديمة،
يا من اعتذرت لها ألف مرة دون أن تنظر إلي..
أعرف أنك قد ترينني فتاة عاقة،
وأنتِ التي أفنيتِ زهرة عمركِ تفتحين صدركِ لمن لا يستحق،
ولمن لا يعرف شكل الحنان إن مرّ أمامه.

لكن…
كيف أحتفل بالجلاء
وأنا نفسي أبحث عن جلاء يخصّني؟
كيف ألوّح بالعلم
وجراحي ما زالت ترفرف معي؟

أتساءل عن آخر جندي خرج منكِ…
هل بكى؟
لا.
أراها واضحة: ابتسامة واسعة،
أسنان غير متناسقة،
لكنها صادقة،
تخرج من ذاكرة لا تخصّه بقدر ما تخصّك.
ابتسامة نجاته… لا نجاتك.

لستِ أمًا جيدة،
عذرا.
لقد تركتِ أبناءكِ يتمردون،
وأعطيت الحنان لغير أهلك،
وقسوتِ على من لا يستحق.

وأنا؟
أنا العاقّة التي تحبك أكثر من الجميع،
لكنها لا تحب تاريخك…
ولا حروبك…
ولا مصائدك…
ولا آلاف الخطوات التي وضعتها بين أبنائك فتفرقوا.

ماذا قدمتِ لي؟
غير أني أصبحت شهيدة حبّك،
أحمل انتماءً يشبه الجرح،
وأغنّي لوطن غير موجود.

أما آن لكِ أن تقلعي عن عاداتكِ السيئة؟
أن تكفّي عن تقسيمنا، وعن إلقاءنا في وجه الريح؟
أما آن أن نعود كما كنّا؟
نهتف كل صباح مع أيوب،
ونضحك… بلا خوف… بلا جدران… بلا سلاسل؟

تبا لنوفمبر
فقد أحيا فيني الف غصة والف جرح دفين.

غرام الجرموزي🤍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock