ربما ننسى شقاء الأرض… شعر: فاطمة البسريني

قصيدة “ربما ننسى شقاء الأرض”
من ديوان “أكفر بالصمت”
من كلِّ هدايا وطني الغالي
اخترتُ قلبَك الأخضر
أحبّك و لا أعرفُ كيف ومتى؟
يغمضُ عليَّ رموشَه المبلَّلة بالمطر
كنت تائهة فوجدتك ظلِّي
ونوري
وأرضي
كنت امرأةً وحيدةً كهدب هامس
فحملتني لمصبِّ الشمس
لعمقِ البحر
لربيعِ العمر
للفجرِ الكبير
مازلت في شوق أبديّ
إلى شفتيك الغامضتين.
كلّ صباح،
مازلت في حاجة إلى تضميدِ الجراح
مازلت أقعُ في هوتِك الزرقاء
كالريشةِ في السماء
حملتني من ليلي إلى ليلِك
لففتني بين ثنايا روحك
أغرقتني في ضيائك
يا مساءَ المياهِ الصَّافية
غطَّيتني بذراعِك الهادئة
فانتهيت راضية
حتى عتمة الأحشاء
أخذتني دفقاتُ دمك،
في حركةٍ دائمة،
في الظلمةِ بعثتني بي الأحياء
فتحت البحر، رفعت السحب
عن الأشجار
أزلت أكفاني السوداء
أمسكك أمامَ نظراتي
و أنت هواء
ألهو معك، و نمرح سعداء
يا رب،
اليوم نحيا، و غدا نشكُّ في أن نتلاقى
ربما… ربما ننسى
شرَ الأرض… وخيرَ السماء
ربما أحكي عنك للعدم
لكلِّ الأشياء
ربما… ربما
أسير إليك، أحملُ قلبي على كفِّي
على أمواجِك المفتوحة كجروحي
كأفكاري
أسقطُ في فيضِ بحر أشلائي
أسبحُ في أطيافك وظلالك









