كتاب وشعراء

إسراء و معراج….بقلم عبد اللطيف شاكير

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

و أنت تنام هناك
بين البحرين، قرير الكلمات
تَلَقَّفْتُ صَدَاها ، متأخرا
كأنني أراكَ اليوم، يا سيدي
بعينيك اللتين تسكنهما السماء،
كنت و لازلت، القمر.
كيف لي أن أعتذر منك،
و أنت الذي قلتها مدوية؛
كلمة غَنَّتْ لها الأجراس،
و أَذَّن لها الأنبياء، بلحن القيامة
– لا تعتذر عما فعلت –
هكذا وصلني الصدى، الذي أنت سلطانه؛
و أنا أستحم برذاذ ماء الورد و الليمون
في بهو هذا الليل الشبقي.
يا سيدي أعتذر منك،
خطوي زاغ عن خطوك،
و لم تطربني ناياتك؛
إلا و الريح تتلو فصول وصاياك.
أصَبْتَ قلبي في قلبه
و أنا أسمعك تقول لي :انتظرها،
و أنا الذي أَتَيْتُ بعد موعدي،
أتنفس هواءً لا يحتويك،
كلما تَوَسَّدَتْ رأسي التراب
شممت رائحة نبيذ كلماتك المعتقة.
يا سيدي،…..
صِرْتَ إلى موتك المشتهى،
و ترَكْتَ الكفن في يدي.
حين رسموا نجمتهم هناك،
بين البرزخين…
كان وجهك المنحوت، أجمل من كل الوجوه،
و غَيَّبَ نجمتهم،
تَرَبَّعْت على عرش القيامة، و هَدَمْت الجدار.
الآن،…..
صوت من القبور هناك ،
تحمله النسمات
و يُفْصِحُ لي؛
أنك يا سيدي، لي
و لي وحدي، من بينهم؛
أولئك اللذين عبدوا الجسد،
و خانتهم الكلمات.
سأجعل خطاي تلامس خطاك،
لكننا يا سيدي سنفترق
اللغة لك، و المعنى لي
أبوح به، في محراب القصيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock