كتاب وشعراء
ظـــلالُ القادم…بقلم زيان معيلبي

أفكّرُ…
أيُّ يدٍ ستكتبُنا غدًا؟
يدُ الغبارِ
أم يدُ العدم؟
في حنايا التاريخ
ينزفُ السؤالُ رمادَهُ:
من أقامَ الصلاةَ للظلِّ
ومن باعَ النورَ
في سوقِ الآلهة؟
عمائمُ
تستحمُّ بدمِ البراءة
ومآذنُ
تلدُ خطبًا
تُرضِعُ الموتَ للأمل.
في المدنِ التي نسيتْ
أسماءَها
يستيقظُ العطشُ على
الأرصفة
والأرواحُ
تتدلّى من الغيمِ
كأجِنّةٍ خُذِلَتْ
قبل الولادة
الأمهاتُ
يخِطنَ النشيدَ
بالدمع
يغسلنَ المنافي
بأسماءٍ لا تعود
الكلماتُ
انسلختْ عن معناها
صارتْ سيوفًا
في أفواهِ الوعّاظ
وحينَ تُرفعُ الأكفُّ
تنهارُ السماءُ
كجدارٍ من وهم
أفكّرُ…
هل صارَ الحلمُ منفى؟
وهل المجهولُ
وجهٌ آخرُ للوطن؟
ثمةَ ظلٌّ
يمشي إلينا ببطءِ
الغبار
يحملُ ملامحَ الغد
ويبتسمُ
كمن يعرفُ
أنَّ الحزنَ
آخرُ طقوسِ الإيمان.








