وليد عبد الحي يكتب :المخابرات وعلمنة الخرافة

شكل علم النفس السياسي أحد أدوات إدارة الصراعات الدولية، فالحروب النفسية والدعاية وسيكولوجية الجماهير ودراسات القادة موضوعات كلاسيكية في هذا الميدان وتتغذى على ادبيات علم النفس بدءا بجان بياجيه وفرويد ويونغ وهارولد لاسويل وفبليكس رايش…الخ. ومن الطبيعي ان تستثمر اجهزة المخابرات في اية دولة هذا العلم في ادارة الصراع والتجسس …الخ، وهو ما اصبح يعرف ب”التجسس النفسي”.
ويميل ” التجسس النفسي” إلى استخدام ما يُزعم أنه قدرات خارقة للطبيعة أو إدراك فوق حسي( Extrasensory Perception) لجمع المعلومات الاستخبارية أو لأغراض عسكرية، والفكرة الأساسية هي أن الأفراد، الذين يُشار إليهم أحيانًا باسم “الجواسيس النفسيين”، يمكنهم الحصول على معلومات سرية عن أهداف بعيدة أو مخفية دون استخدام حواسهم الطبيعية.
وتشمل الجوانب الرئيسية للتجسس النفسي ما يلي:
أ- الرؤية عن بُعد: التقنية الأبرز المرتبطة بالبرامج الحكومية مثل مشروع ستارغيت للجيش الأمريكي (1978-1995). الرؤية عن بُعد هي القدرة المزعومة على إدراك ووصف موقع أو جسم أو حدث محدد مخفي عن الرؤية المادية ومفصول عن بُعد أو زمن.
ب- التخاطر: النقل المفترض للأفكار أو المعلومات مباشرةً من عقل إلى آخر.
ت- الاستبصار: الإدراك المزعوم لمعلومات حول أحداث مستقبلية قبل وقوعها.
ث- التجسس النجمي: مفهومٌ هامشيٌّ في هذا المجال، يتضمن قيامَ ممارسٍ بفصل وعيه عن جسده الماديّ للتنقل في “عالمٍ أثيريّ” لأغراض الاستطلاع، أو زرع المعلومات، أو تعطيل نوايا العدو.
وقد استكشفت كلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الظواهر النفسية لأغراض التجسس خلال الحرب الباردة،إذ تؤكد وثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) التي رُفعت عنها السرية والمتعلقة بمشروع ستارغيت (بوابة النجوم) إجراء تجارب، على الرغم من أن البرنامج أُغلق في نهاية المطاف في منتصف التسعينيات بعد أن خلص المُقيّمون إلى أن المشاهدين عن بُعد فشلوا باستمرار في تقديم معلومات استخباراتية عملية،بخاصة أن المجتمع العلمي اعتبر بداية وإلى حد كبير هذه القدرات غير مُثبتة، وغالبًا ما يُعزي النجاحات الظاهرة إلى الصدفة، أو التحيزات المعرفية، أو عدم وجود ضوابط تجريبية مناسبة.
لكن مجموعة من تقارير المخابرات الامريكية التي تم الافراج عنها خلال العشرين سنة الماضية تكشف عن توظيف ما يسمى ” التجسس النفسي ” والذي يعني استخدام ما يُزعم أنه قدرات نفسية خارقة للطبيعة ، مثل الإدراك الحسي الفائق (ما يقترب من مفهوم الحاسة السادسة) أو “الرؤية عن بُعد”، لجمع معلومات استخباراتية سرية، وتَدمج هذه الممارسة مفاهيم التجسس التقليدي (التجسس) بعلم ما وراء النفس،(الباراسيكولوجي)،
ويشير مفهوم ” الرؤية عن بعد ” الذي صاغه باحثون في معهد ستانفورد للأبحاث في سبعينيات القرن الماضي الى الزعم بالقدرة على إدراك معلومات حول هدف بعيد جغرافيًا أو مخفي دون استخدام الحواس المادية المعروفة، ويستهدف هذا التجسس النفسي الحصول على معلومات سرية أو معلومات يتعذر الوصول إليها وتخص جيش الخصم أو تقنياته أو تحركاته المستقبلية لتحقيق ميزة استراتيجية.
وتكشف التقارير والدراسات الخاصة بهذا الميدان أن كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي موّلا برامج بحثية سرية في ميدان تطوير قدرات التجسس النفسي وبخاصة خلال فترة الحرب الباردة، ولعل مشروع ستارغيت، وهو مشروعٌ مشترك بين وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع الامريكية واستمر العمل به من سبعينيات القرن الماضي إلى عام ١٩٩٥ دليل على هذا التوجه ، وكان الهم الرئيسي للمشروع هو لتقييم التطبيقات العسكرية للظواهر النفسية، لكن النتائج الاولى لم تكن مشجعة ، لكن ذلك لم يشل المشروع كما سنوضح.
في الجانب السوفييتي(الروسي) ومنذ ستينيات القرن الماضي، بدأ الاتحاد السوفيتي بضخّ الأموال والموارد في دراسة الإدراك الحسي الفائق والتحريك النفسي، وهما ظاهرتان يُطلق عليهما الباحثون في هذا المجال اسم “الإدراك النفسي”وقد اشرف الجيش السوفيتي وجهاز المخابرات السوفيتي (كي جي بي) على هذه البرامج ، وبحلول أوائل السبعينيات، بدأ محللو الاستخبارات الأمريكية – الذين كانوا قلقين سابقًا بشأن احتمال وجود “فجوة صاروخية” يتقدم فيها السوفييت عليهم – يشعرون بالقلق إزاء هذه “الفجوة النفسية”، واشار تقرير غير سري لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) لعام ١٩٧٢ عن مخاوف من أن “الجهود السوفيتية في مجال أبحاث علم النفس النفسي قد تُمكّنهم، عاجلاً أم آجلاً، من القيام ببعض الأمور التالية:
(أ) معرفة محتويات أهم الوثائق الأمريكية السرية، وتحركات قواتها وسفنها، وموقع وطبيعة منشآتها العسكرية من خلال برامج التجسس النفسي.
(ب) التأثير على أفكار القادة العسكريين والمدنيين الأمريكيين الرئيسيين عن بُعد(دفع الخصم للتفكير بكيفية معينة وعن بعد)
(ج) التسبب في الموت الفوري لأي مسؤول أمريكي عن بُعد
(د) تعطيل جميع أنواع المعدات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك المركبات الفضائية، عن بُعد.
وتبين التقارير الاستخبارية أن السوفييت كانوا يُحاولون تحقيق هذه الأهداف من خلال تجارب مخبرية او ميدانية ،ومن امثلة ذلك:
في تجارب التخاطر(التلباثي-Telepathy) اي تواصل الافكار دون استخدام الحواس التقليدية، ومن بين التجارب المخبرية لفهم ذلك ،قام العلماء السوفييت بقطع رؤوس أرانب صغيرة، وصعقوا قططًا صغيرة بالكهرباء ، ثم حاولوا معرفة ما إذا كانت الصدمة(الناتجة عن الصعق) تُسجل في آنٍ واحدٍ في أنماط موجات دماغ أمهات الارانب والقطط الموجودة في غرفٍ بعيدة عن اماكن صعق ابنائهن.
القيام بفحص مُجندي الجيش الأحمر بحثًا عن قدراتٍ نفسية، وحقنوا أشخاصًا من الموهوبين من الجنود بأدويةٍ تُساعد هؤلاء الجنود على التخاطر مع غيرهم .
. اجراء سلسلة من التجارب في مجال “التأثير عن بُعد” مثل :إيقاف قلوب حيواناتٍ صغيرة، أو ركزوا على قادةٍ سياسيين أجانب، مُشعّين عليهم “بجسيماتٍ نفسيةٍ سلبية” . وشارك في هذه الدراسات والتجارب علماء سوفييت وتشيكيون ، وقاموا بتشغيل أجهزة كهرومغناطيسية من شأنها أن تسبب سكتات دماغية أو نوبات قلبية لافراد بعيدين ، بل تواترت انباء عن أنهم انجزوا “مولدًا إلكترونيًا نفسيًا” له القدرة على تشويش عقول الآخرين المستهدفين على مسافات بعيدة.
اما في الولايات المتحدة ، وخلال التوتر الشديد في علاقاتها مع معمر القذافي ، كانت مجموعة من الخبراء الامريكيين يلتقون في قاعدة عسكرية قرب واشنطن للبحث عن مكان وجود القذافي في لحظة محددة وذلك عن طريق الإدراك الحسي الفائق – أو “الرؤية عن بُعد” ، وبعض هؤلاء الباحثين عن القذافي يكونوا في حالة غيبوبة داخل غرف مظلمة، ويتخيّلون مكان تواجده، بينما يجلس آخرون على طاولات مضاءة بإضاءة ساطعة، يرسمون ويعبّرون عن كل ما يحرك أقلامهم أو يخطر ببالهم على مدار الساعة؛ وفي النهاية، يُطلب منهم استشراف المستقبل، لتحديد تحركات القذافي مسبقًا، ثم تُجمع نتائجهم وتُحلّل وتُؤخذ في الاعتبار، إلى جانب تلك المستمدة من مصادر أكثر تقليدية، وفي الساعة المحددة، يُشن الهجوم.
وتعززت هذه التقارير حول هذه الموضوعات بروايات عدد من العسكريين المتقاعدين ومسؤولي الاستخبارات والذين اكدوا إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية استخدمت الظواهر النفسية بجدية على مدى العقدين الماضيين، وهو ما مارسته وكالة استخبارات الدفاع (DIA)، ووكالة المخابرات المركزية (CIA)، ووكالة الأمن القومي (NSA)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وجهاز الخدمة السرية (Secret Service)، والبحرية، والجيش، والقوات الجوية، وإن “مراقبين عن بُعد” استُخدموا نيابةً عنهم في مئات العمليات العسكرية والاستخباراتية – بما في ذلك غارة القصف على ليبيا عام ١٩٨٦، والتي سقطت فيها القنابل الأمريكية بالفعل على معسكر الرئيس القذافي الصحراوي، وإن كانت قد أخطأت الهدف نفسه.
لقد شكل معهد ستانفورد للأبحاث (SRI) التابع لجامعة مينلو بارك، كاليفورنيا مركز هذه الدراسات ، وكان رئيس برنامج أبحاث علم النفس في المعهد احد مهندسي اشعة ليزر وهو البروفيسور هال بوثوف، الذي قال ان بحوثه بدأت بدافع الفضول لفهم العلاقة المحتملة بين قوى النفس النفسية وميكانيكا الكم، وتشارك معه في هذه البحوث عالم نفس بارز هو إنغو سوان، لكن المشروع البحثي لفت انتباه مسؤولي المخابرات الذين أبدوا اهتمامهم بتمويل المزيد من هذه الأبحاث، حيث حصل المشروع على منحة أولية قدرها 50,000 دولار أمريكي في أواخر عام 1972؛ ويقول إن مموليه الحكوميين “أرادوا معرفة ما إذا كان هناك أي شيء من هذا القبيل”. على الرغم من أنه لم يُصرّح بذلك، إلا أن التمويل جاء من وكالة المخابرات المركزية وعلانية.
وقد ركزت بحوث بوثوف مع سوان على مجموعة من التقنيات التي حاول سوان من خلالها التقاط انطباعات بصرية وغيرها من المواقع البعيدة، وحرصًا منه على تجنب دلالات “الاستبصار” وغيرها من المصطلحات النفسية الشائعة، بدأ بوثوف يشير إلى التقنيات الجديدة بمصطلح “المشاهدة عن بُعد” . وفي البداية، ادعى إنغو سوان أنه يستطيع فعل ذلك فقط بمعرفة الإحداثيات الجغرافية الدقيقة للأهداف ، ومع مرور الوقت، بدأ آخرون من المشاهدين عن بُعد العمل حتى بدون إحداثيات، ويزعم بوثوف حول نتائج بحوثه بالقول ” حصلنا على بعض أفضل نتائجنا”.
وتشير التقارير التي تم نشرها من السي آي ايه ،الى ان ادعاءات ” المشاهدين عن بُعد” قوبلت في البداية بالتشكك من رعاتهم في وكالة المخابرات المركزية، ولكن مع انتشار قصص النجاحات المذهلة، ازداد الدعم في أوساط الاستخبارات. وكانت أولى هذه النجاحات في أوائل يونيو/حزيران 1973، عندما ظهر سياسي محلي متقاعد، ومراقب عن بُعد لمعهد SRI، يُدعى بات برايس، والذي قام بتقديم وصف دقيق لمنشأة سرية حساسة تابعة لوكالة الأمن القومي على الساحل الشرقي،وهو ما أثار تحقيقًا من قبل مسؤولي الوكالة الغاضبين، لكن أوصاف برايس الشفهية والتصويرية للموقع مُفصلة للغاية، وتضمنت منظرًا علويًا، وتصميمًا للمكاتب تحت الأرض، وحتى ملصقات بكلمات سرّية على مجلدات بعض الملفات،وهو ما جعل مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) يقول: “لقد أجاد الوصف”، ويبدو ان هذا النجاح الاولي دفع الى توسيع الامر الى انتهى عند مشروع واسع اطلقوا ليه اسم “شعلة الشواء”. وفي عام ١٩٧٨، وتحت إشراف “شعلة الشواء” أيضًا، أنشأت قيادة الاستخبارات والأمن التابعة للجيش (INSCOM) وحدة خاصة من المراقبين العسكريين عن بُعد في فورت ميد، ماريلاند. وقد شجع اللواء إدموند طومسون، مساعد رئيس أركان الجيش لشؤون الاستخبارات آنذاك، على إنشاء الوحدة وقال “أصبحت مقتنعًا بأن المراقبة عن بُعد ظاهرة حقيقية، وليست خدعة”. “لم نكن نعرف كيف نفسرها، لكننا لم نكن مهتمين بتفسيرها بقدر ما كنا مهتمين بتحديد ما إذا كان لها أي استخدام عملي” وهو ما تحققوا منه، مما اغرى على تطوير تقنيات المشروع من خلال استخدام أعضاء وحدة فورت ميد، المكونة من اثني عشر فردًا، أساليبَ رؤية عن بُعد ذات حالة متغيرة عميقة نسبيًا، تُعرف مجتمعةً باسم “الرؤية عن بُعد الممتدة” أو ERV، حيث يستلقي المُشاهد على أريكة في غرفة مظلمة، ويدخل في حالة من التنويم الذاتي المغناطيسي، ويصف صوتيًا الصور والانطباعات الأخرى التي تخطر بباله، وبحلول أوائل الثمانينيات، طوّر إنغو سوان في معهد SRI ما ادعى أنه تقنية رؤية عن بُعد فائقة قائمة على الإحداثيات، أو CRV. وقال إن الشخص العادي الذكي المُدرّب على هذه التقنية يُمكن أن يكون ممارسًا أكثر فعالية من أفضل العرافين الطبيعيين، وباستخدام CRV، يخضع المُشاهد لمجموعة مُهيكلة للغاية من إجراءات التعبير اللفظي والرسم، وعادةً ما يكون المشاهد عن بعد في حالة وعي شبه طبيعية، إلا أنه كان يُبلغ أحيانًا عن “تواجد ثنائي الموقع” لفترة وجيزة ، وهو شعور بأنه موجود بالفعل في موقع الهدف، ويقول مشرف البرنامج الذي درب خمسة جنود في المرحلة الاولى ” كنا نستخدم CRV غالبًا لتحديد الأهداف، وERV للعمل المُتعمق على الهدف”. “مع CRV، كنا نُعطي المُشاهد مجموعة من الأرقام أو الإحداثيات، وكان يرسم بعض الجبال، على سبيل المثال، وبعض المصانع، وثلاثة مبانٍ بيضاء. في اليوم التالي، كنا نعود ونستخدم ERV للتجول داخل المباني البيضاء الثلاثة”. ولكن ما مدى جودة المعلومات التي جُمعت بهذه الطريقة؟ “لقد كانت جيدة جدًا”، مُستذكرًا إحدى العمليات التي طُلب فيها من الوحدة إجراء تحقيق نفسي مع عميل أجنبي مُتقاضى رواتب من وكالة المخابرات المركزية، وأشارت الأدلة التي أوجدها المشاهدون عن بُعد إلى سوء سلوك مالي محدد من قِبل العميل، وخلال اختبار كشف الكذب الذي أجراه مسئولو وكالة المخابرات المركزية، وُجهت إليه المعلومات الدقيقة عنه ، وهنا كاد العميل ” أن يسقط عن كرسيه”. ووفقًا لميل رايلي، وهو مشاهد سابق عن بُعد في قاعدة فورت ميد، طُلب من وحدته مشاهدة عقيد في جهاز المخابرات السوفيتي (كي جي بي) عن بُعد، أُلقي القبض عليه وهو يتجسس، وكان يخضع للاستجواب من قِبل ضباط مكافحة التجسس في جنوب إفريقيا ، ويقول رايلي: “كان الضابط الروسي صعب المراس. لم يتمكنوا من فهم كيفية حصوله على معلوماته من البلاد. لكنني “رأيته” يلعب بآلة حاسبة في جيبه ؛ بدا الأمر مهمًا. لاحقًا، استنتج شخص آخر من مشاهديه عن بعد ، أن لديه عائلة في روسيا، وكان من المفترض أن تكون هذه مهمته الأخيرة، وكان يتطلع للعودة إلى الوطن”. وكما يروي رايلي، كان المشاهدون عن بُعد محقين؛ فقد تبين أن “آلآلة الحاسبة ” كانت جهاز اتصالات سريًا كما قال المشاهدون عن بعد، وكانت قراءة رجل المخابرات السوفيتية (كي جي بي) العاطفية دقيقة أيضًا، يقول رايلي إنه عندما عرض الجنوب أفريقيون البيانات على أسيرهم، “انهار وتعاون”.
وطبقا للتقارير التي سُمح بنشرها من قبل السي آي ايه، استُخدم ” جواسيس أمريكا النفسيون ” لجمع معلومات عن منشآت رئيسية في طهران خلال أزمة الرهائن بين عامي 1979 و1981، وعن ” إرهابيين ” ورهائن غربيين في الشرق الأوسط؛ وعن موقع مانويل نورييغا خلال الغارة الأمريكية على بنما عام 1989؛ وشملت الأهداف الأخرى على مر السنين منشآت أسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية؛ وصواريخ سيلك وورم على طول الخليج العربي خلال الحرب الإيرانية العراقية؛ وسفن تهريب المخدرات التي تقترب من السواحل الأمريكية؛ ومواقع صواريخ سكوب خلال عاصفة الصحراء.
لكن الملفت للنظر، انه إذا كانت هذه النتائج بهذه الكيفية،لماذا تم ايقاف برنامج المشاهدة عن بعد التابع لمعهد اس.آر.آي،؟ في عام 1989، ولكنه اعيد للعمل مع مؤسسة التطبيقات العلمية الدولية لخمس سنوات وتوقف بعدها؟ ويبدو ان مصير البرنامج في روسيا كان نفسه في الولايات المتحدة، لكن تشير التقارير ان وكالة استخبارات الدفاع ما تزال تعمل فيها وحدة المشاهدة(او الرؤية) عن بعد.
الخلاصة: ان ما كان يعتبر لدى الكثيرين ” نوعا من المرض النفسي او الأوهام او التخيلات او الدجل او ما يقع ضمن ما يسميه العامة”مكشوف عن بصره” دفع العلماء الى وضع افتراض باحتمال ان في الامر بعض العلم الذي لا بد من التحقق منه، وهنا اعود لعبارة المفكر الروسي نيجفاكين في عبارته” كل ما نتخيله قابل للتحقق”…ربما.









