كتاب وشعراء

في حيّنا /بقلم المبدعة دوما / غرام الجرموزي / اليمن

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

في حَيِّنا
تتوشح المنازل نميمة
في آناء الليل وأطراف النهار..
وتتدلى الحكايات من شرفاتها
كغسيلٍ لم يجف بعد..

أم علي تجوب الأزقة في الصباح
تلم من أفواه العذراوات
فتات أسرار
وتحمله في طرف عباءتها
كما تحمل ثمار مسروقة من بستان الغيب

كلاب تكتسح المشهد
تعوي على جثة واحد منها
مرمية على قارعة الطريق
تنوح على زمن مات قبل أن يعيش

في حَيِّنا
نساء يراقبن من خلف النوافذ
ورجال لا يعملون
يتحدثون عن الجميلات سرًا
ويتزوجون الصالحات جهرا
يا لغبائهم
يخبئون رغباتهم في جيوب مثقوبة

في حينا
يسفكون أعراض بعضهم البعض
ثم يقدمونها منفصلة على أطباق الحلوى في النهار
يعاد تدويرها ليلا
كأنها وليمة لا تشبع شياطين الحي.

وعندما تسدل عباءة الليل
ظلها الثقيل
تبدأ الهمسات من خلف الأبواب
وتبدأ حكايات الوسائد
قلوب تتشظى هناك كمرايا
ودموع تغسل خطايا الهوى

ينتهي الليل
وتتوقف شهرزاد عن سرد حكايا منهكة
ويبدأ الصباح
مترنحا على أرصفة الحارة

يمسح الضوء عتبات الحارة
ولا يجد ما يلمع
فالقلوب متربة
والأيام مكررة كصحن الرز البائت الذي ستتناوله أم علي بعد أن تجمع الحكايات

يعاد المشهد ذاته كل يوم
العم محمود في منتصف الطريق
الأطفال يركضون قبل أن تلسعهم عصاه الممتدة
والنوافذ نصف المشرعة
تستقبل وجبة جديدة من الحكايات

غرام الجرموزي🤍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock