خوذة من الشك… د. ناديا حمّاد/ سوريا

ضع خوذة من الشكّ
كدفاع أولي عن رأسك
واختر أن تمشي على الحافة،
حيث لا تُباع الحقيقة في عبوات جاهزة
ولا تُعرض على شاشاتٍ ملوّنة بالنية المسبقة
كل ما يُقال
هو ابن ظرفٍ
وحفيدُ مصلحة
صدّقْ نصفَ ماترى
لأن النصف الآخر يسكن في الظلال :
في الصمت الذي يصرخ
في ما لم يُكتب
في ما لم يُسمح لك أن تراه
حافظ على رأسك
من الأكاذيب
إنها حرب تُخاض على وعيك، على مشاعرك
تلعب معك النرد على حافة الهاوية
افتح عينيك
لكن لا تثق بهما تمامًا
فالرؤية ليست دائمًا بصيرة
والبصيرة لا تُمنح
بل تُكتسب.
التاريخ ؟!!! هههه
كما ترى ياصديقي
دفتر ملاحظاتٍ خاصّ
يكُتب بقلم السُّلطة، ويُراجع بالحذف الانتقائي
في كل صفحة هامشٌ مُمزّق
وصورةٌ ناقصة
وصوتٌ تم خنقه
الحرية لا تُقاس بالأمتار
والهوية لا تُصنف
الصدق ليس رفاهية
و الوعي ليس عبئًا
بل نجاة
حافظ على رأسك
لنُعيد تعريف الكلمات
ونُحرّر المعاني من سجونها القديمة
لنمشي نحو الغد
لا كأرقام تُحصى
ولا كأدواتٍ تُستخدم
بل كائناتٍ تُفكّر
وَ…تُحِب
تُغيِّر
وَ…تختار
——————–
د. ناديا حمّاد
2/11/2025
-المانيا









