ظَمأ الكَيَان بقلم الكاتبة: سندس جمال…/سوريا*

آهٍ يَا قَمَري..
أتسألُنِي مَا بَال رُوحي؟
أتجرُؤ على طَرقِ بابٍ تَهشَّم بِكثرةِ الصّفعاتِ والهَجر؟
فوالله لَقد أنهَكت روحي، لا نَبضَ يسكُنُني، فهل لِنَبض يَحيا بِروحٍ تَصدَّعَت وَجعَاً؟
تَوقّف قَلبي فِي تَوقِيت لِقائِك، لأنّه لَم يَأمَن بَقاؤكَ، لا زَالَ يَرتجِف، فِي كلّ غيابٍ لكَ، أَسمع تكسّر أَضلُعي، تَمزّق فُؤادِي، اهتِراء رُوحي، كَشمعَة أفنَت نَفسها لِتضيءُ غُرفَة ضَرِير، أَهرُب من نَفسي لِنفسِي، عَلّني أَجدك…
مَاذَا أَقولُ لكَ، فَأنا لَا زِلتُ أَرتَعِش مُنذ سَماعِي بالخَبر، مَاذَا أحدّثكَ عَنها؟
عَن عَينَيها الخَضرَاوَين؟
أَم عَن بَراءتِها المُستَغلة؟
لَقد تَمّ استِغلَالها يا غَيثِي، لَم تَجد مَن يُغِيثها، سُحِبت وسط مَدينَة الألعَاب، وَدُفِنت فِي بَيتِ الزَّوجيّة، فِي بِدايَة الأَمر ظَنَّت أَنّه مُجرّد لُعبة، سَيبدَأ بِفستانٍ يَظهر براءتِها، وَجمالِها، ومَعازِف تَضجّ بأرواحٍ خَالية مِن المَشاعر، وانتَهت بِقبرٍ سيضمّها، علّها تَجد الحَنان الّذي فَقدَته، إلى أيّ جَهل وَصلنا؟
اضمِحلَال الوَعي، تَفتّت الثّقافَة، لا أَعلَم، وربُّ الكَعبَة لَا أَعلَم، كَيف استَطاعوا أَن يَقوموا بِفعلٍ شَنيعٍ كَهَذا؟
بالله عَليهِم كَيف؟
ألِهذه الدّرجَة تُستَغلّ الطّفولة فِي أيّامنا هذِه؟
طِفلَة تَجرّ أَذيَال خَيبَة طِفلَتِها، آآآآهٍ…
آهٍ يا غَيثِي، فَأنَا أنزِف ألمًا، ألَا تَسمع صَدى أنِينِي؟
`سندس جمال`









