رؤي ومقالات

مصطفي السعيد يكتب :أوروبا تخسر الحرب ضد روسيا وأمريكا ستعجز عن احتلال فنزويلا

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

من الصعب على أوروبا أن ترسل جيوشها الصغيرة والضعيفة إلى أوكرانيا، لأنها ستواجه غضبا شعبيا سيطيح بحكوماتها إذا أقدمت على حرب مباشرة مع روسيا من أجل أوكرانيا، لهذا تروج أن هدف روسيا لا يتوقف عند أوكرانيا، بل احتلال كل أوروبا، وهي دعاية زائفة، لأن روسيا كانت قد عقدت اتفاق منيسك لمنع الحرب في أوكرانيا مقابل أن منح الروس الأوكرانيين حقوقهم السياسية والثقافية، ووافقت أوكرانيا بضمانة ألمانية وفرنسية على الإتفاق، ثم اعترفوا أنهم خدعوا بوتين، لمنح أوكرانيا الوقت الكافي لاستكمال تدريب وتسليح جيش ضخم، وإقامة خطوط دفاع قوية. ولو كانت أوروبا التزمت باتفاقية منيسك ما اندلعت الحرب. كما عقدت اتفاقا آخر في اسطنبول بوقف الحرب، وانسحاب القوات الروسية من حول كييف وخاركيف مقابل منح الحكم الذاتي لإقليم الدونباس وحقوق الروس في أوكرانيا، وفور بدء انسحاب القوات الروسية، جرى تمزيق الإتفاق، ومهاجمة القوات الروسية المنسحبة، بعد أن تلقت أوكرانيا تعليمات من أمريكا وبريطانيا برفض تنفيذ الإتفاق، ووعدوا الحكومة الأوكرانية بأنها ستنتصر على روسيا بدعم من حلف الناتو، ولو كان قد تم تنفيذ اتفاقية اسطنبول لتوقفت الحرب.
إن الغرب كان قد أعد جماعات قومية متطرفة من أتباع بانديرا، الذي تحالف مع هتلر لمحاربة الإتحاد السوفييتي، وتلك الجماعات من نفذت إنقلاب 2014، وأطاحت بالرئيس المنتخب يانوكوفيتش، واقتحمت البرلمان، وتلقت دعم أوروبي وأمريكي، لتكون خطوة نحو الإنضمام لحلف الناتو وتهديد روسيا.
إن الغرب لا يريد المحاربة بجنوده، دائما يستخدمون من يخوض معاركهم من النازيين الجدد في أوكرانيا “أتباع بانديرا”، أو داعش والنصرة والقاعدة والاخوان “الإنكشارية الجدد” الذين يحركهم اردوغان، لهذا تصمم أوروبا على عدم خفض العدد الهائل لجيش أوكرانيا، والذي يزيد عن إجمالي جيوش كل دول أوروبا، ومازالت تتمسك بالانكشارية الأردوغانية من الجماعات التكفيرية التي ترفع راية الإسلام لتخدع السذج والجهلة ويعتقدوا أنه جهاد من أجل الدين.
أما الحرب في فنزويلا فلن تكون سهلة مثلما يظن ترامب وإدارته، رغم الفارق الكبير في موازين القوى، وسبق أن خسرت أمريكا حربها في العراق وأفغانستان رغم التفوق العسكري، وفي فنزويلا ستحتاج أمريكا إلى جيش ضخم ليحتل دولة كبيرة المساحة مثل فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطي من النفط في العالم، لأن جغرافية فنزويلا معقدة، وفيها أكثر من 8 آلاف جبل، ومساحات واسعة من الغابات والمستنقعات، ولديها جيش عقائدي بوليفاري، و6 ملايين متطوع جرى تسليحهم، وسينضم إليهم آخرون من كولومبيا والبرازيل ونيكاراجوا وكوبا وغيرها من بلدان أمريكا الجنوبية. لن تكون نزهة، وسيكون على القوات الأمريكية أن تحمي الحكومة العميلة، ولن يكون بمقدورها استقدام شركات لاستخراج النفط في حرب غير نظامية ستطول.
إن الوضع الإقتصادي المتدهور بشدة في أوروبا وأمريكا يدفعها إلى خيار الحرب، ظنا أنها يمكن أن تحشد شعوبها المنقسمة والمتذمرة، وأن تربح أرضا وثروات من وراء الحرب، لكنها لا تملك القوة ولا المال ولا الإرادة لتحقيق ذلك، فالشعوب الأوروبية كما في أمريكا لا يقبلون التضحية بأرواحهم من أجل مصالح حفنة من الأثرياء والسياسيين الفاشلين الذين تسببوا في الأزمات الإقتصادية، التي عانى منها الأغلبية، وحققت الأقلية الثراء الفاحش، حتى أن 1% من الأمريكيين يملكون ما يزيد عن أملاك 93% من الشعب الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock