فيس وتويتر

تيسير عبد يكتب :نظرية (بلال الكحلوت)

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

في الإعلام الحديث. خاصة الذي يخرج من قطاع غزة. يجب أن توثق بشكل علمي نظرية للتدريس في الجامعات. اسمها نظرية (بلال الكحلوت).
في سبب هذه النظرية تمازح صديقان. وكتب أحدهما أن صديقه هو من قتل ياسر ابو شباب امس. معروف عن هذين الصديقين الدعابة والمزاح دائما.
تلقفت كبريات الصحف الصورة والخبر. وبدأت في جعله مانشيتات على صفحاتها الأولى. والأدهى من ذلك ان مظاهرات ضخمة تجوب شوارع العواصم تحمل صورة بلال الكحلوت على الأعناق الذي لا علاقة له بالحدث. وهو يجلس الآن منكوبا في إحدى خيام غزة.
لماذا هذا مهم؟.
لم تكلف أي صحيفة تناقلت الخبر التحقق من صحته ومن جديته ومن مصدره. رغم ضعف المصدر الذي التقطوا منه الخبر.
ولكن ما أذاع الصورة ونشرها وجعلها ترندا صحفيا هو الهوى والميل الذي يتناغم مع تفكير وأماني الجمهور المضلل في الخارج.
لا يريد صورة مشوشة لمقتل ابو شباب في احداث داخلية وغامضة. ولكنه يريد صورة بطل ورمز من غزة. واضح الصورة والمعالم وتقاسيم الوجه. يطلق رصاصة من بعد 1800 متر فيصيب بها ياسر ابو شباب في مقتل.
المهم عند الجمهور:
1. رمزية الصورة ووضوحها.
2. الفعل الخارق للعادة. والتصويب من مسافة بعيدة.
3. ان تطلق الرصاصة من المكان والجهة التي يجب الجمهور ان تطلق منه.
الخلاصة:
في الإعلام الشعبوي الحديث الذي سقطت فيه مستنقعه كبريات الصحف الرسمية والتاريخية لتجاري الترند. ليس مهما ان تبحث عن الحقيقة. ولكن المهم ان ترضي رغبات الجمهور ومطالبه بخبر مزيف يمكن ان يكون بديلا عن الحقيقة.
وإن كانت ظاهرة (بلال الكحلوت) التي حدثت منذ امس هي الأوضح. إلا انها ليست الاولى. ولن تكون الأخيرة. فقد نسج الجمهور العربي وغير العربي صورة لغزة وحربها موازية للحقيقة ولا تمت لها بصلة. لعبت لتكريس هذه الصورة وسائل إعلام غير شريفة. صورة من البطولات والخوارق والأساطير المتوهمة. بينما المواطنون يعيشون البؤس والمأساة والظلم وفقدان الحاضر والتيه والإبادة في أشد تفاصيلها وحشية وبؤسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock