كتاب وشعراء

إلى غيثي حين أكون في شدة عطشي” // .ك/أمينة الهبل

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا


اهلا
أكثر من إشتياق الجفن للجفن في لحظة صحوهم، إشتقتُ لك

إشتقتُ لك بحجم جمال حروفك
إشتقتُ لك بحجم لهفة الرضيع لأمه
وبحجم شوق السجين للحُرية

أحاول الإعتياد على قسوة بُعدك عني التي هي أشبه بجسدٍ عاري في قسوة الشتاء القارس، بل كمُعاناة شخص يتداوى لمرضٍ هو يعلم بأنه لن يُشفى منه وأن مصيره الهلاك

أما بالنسبة لهالة، فأولًا غمرني أمان إقشعر جسدي من فرحتي به، كيف سأُرتبُ كلماتي اليتيمة لتصف جمال روحك، ثقتي بأنك أمني وأماني على نفسي وأطفالُنا ليس بها مجال للشك لكن بعد سؤالك عن هـــالة أتمنى من الله أن يرزق الجميع ملجأن للأمان والسلام كما منحني وأطفالي….
آآآه يا غيثي وأميري، تتحجر الأحرُف في حُنجرتي عند ذكر إسمها لو تعلم ماذا فعلوا بها، ليتهم تركوا الأمر عند إرتكاب جريمتهم بها وحسب…
حبيبي حقًا لا أعلمُ كيف للأحرُف أن تترتب لتصيغ لك قهرًا وألمًا يقهرُها كُل حرف يرفُضُ وبشدة أن يتشكل للجُرح الذي سيخُطه، لكني أُجبرُها عُنوةً لعل قلوبًا مُتمردة تقرأها فتُخلل فيها الشفقة على براءة الطفولة وطُهرها، ولعل أبًا ضعيف أما رغبات زائلة يُضحي بأطفاله من أجلها تغسل دنس أفكاره الشيطانية…
ماذا أقول، هالة كانت ضحية لأبٍ مُقامر يقضي الليل في القمار، وعندما تراكمت دُيونه كان يأتي شخص كُل يوم لبيته ويُبرحه ضربًا مُطالبًا بالنقود، وعندما ضاقت عليه الدُنيا بما وسعت، أحاك مع شيطانٍ مثله مؤامرة قذرة، كانت كالتالي…
في يوم جاء بهالة من المدرسة وهو يضرِبُها بقسوة وهي تصرُخ وتبكي بتساؤل عن ماذا فعلت، وهو يصرُخ قائلًا:إصمتِ بعد أن بعتي شرفك مازلتي تتسائلين.
كان الجميع في ذهول وصدمة من منظر تلك الطفلة وهي لا تعلم من الأساس بخطورة تلك الإتهامات القذرة، البراءة والطُهر تنفجرُ من ملامحها يا غيث وجاء ذلك اللعين الهرم الذي إشتراه بالنقود على أساس أنه من باب المعروف سيتستر عليها ويتزوجها، آآه يا غيثي كيف سأصف لك ماأُعانيه من هول هذه الجريمة التي كلمة القذارة لا تُعطيها حقها، ليتهم لم يُدنسوا تلك البراءة وطُهرها، ما قدر هذه الحقارة والظلام الذي يطغى على قلوبهم، كيف لهم بإختلاق العُذر لفعلتهم الشنعاء وأي عُذر إستخدموا
حتى بكونها طفلة ضحية، لم يُرضي عقولهم اللئيمة، ماتت بعد ولادتها مُباشرة قد يكون السبب علميًا عدم قدرتها على تحمل المخاض، لكنني أعلمُ جيدًا أن الله طهرها من دُنس حياتهم القذرة، نهايةً أتمنى أن تعود إلي لأختبئ في حنايا قلبُك الجميل وأذوب كقطعةٍ من الجليد وأسكُن بك كعالمٍ لا يعرفُ سوى الحب والبراءة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock