رسالة غياب بقلم الكاتبة/بسملة نجيب البلد/اليمن

إلى غيث، إلى حبيبي وعمود بيتي، سلامًا مني محملًا بأعطر الحب والوفاء ونقاء. سلامًا لمن له معزة كبيرة بقلبي، كيف أكتب لك وأنا لا أستطيع أن أصف ما يدور من داخلي من شوق وحنين إليك؟ يا من كان أجمل من يسكن قلبي، وكيف أعبر لك يا شمسي ويا بستان مشاعري؟ لقد سكنت فؤادي الذي يهتز كل ما نطقت حروفك في شفتاي.
غيثي، أنت حبي ونور عيني، ليس أنت من تشكي من البعد، بل أنا أتحمل وأصبر كالنبتة الصبار التي في الصحراء، التي تحتاج من يسقيها من حب وحنين. ولكن الألم البعد والفراق تظل هي التي في عيني كل ليلة تذكرني أن أصبر حتى تعود إلي وأنت بخير يا عزيزي.
لم أستطع أصف كثيرًا لك من الألم الذي يعتصر قلبي في هذا الوقت، ولكن استودعتك الله الذي لا تضيع عنده الوادئع يا حبيبي وقرة عيني. يا من أرى طيفك كل يوم حتى أيقنت أن الله لن يخيب أملي بأن ترجع إلي وأحضنك بكل ما أتيت من قوة حتى يعود نبض قلبي إلي.
كيف أحكي لك عن هالة الفتاة التي كلما ذكرتها فاضت عيني من الدموع؟ الفتاة التي كانت لا تؤذي أحد، كنت كاقطرات الندى التي إذا رآها أحد كان يقول: هذه جوهرة لا أحد يستطيع التفريط بها. ولكن قدر الله ما شاء فعل.
لقد كان أبو هذه الفتاة هالة رجلًا سيئًا مدمنًا، لقد كان يعود إلى البيت ويفرغ كل مكان به من قوته بهالة إهانة وضرب بدون رحمة. كيف لهذا الأب أن يكون بهذه القسوة؟ لم يطاوعه قلبه أن يسمع مشاعر ابنته التي كانت تصارع كل يوم معاناتها التي لم يسمعها أحد إلا الله.
لقد أصابتها نوبة قلبية بسبب ما كان أباها الذي لم يكن أبًا، لقد كان وحشًا بهيئة بشر. لقد ماتت الفتاة التي كانت كالوردة بسبب التعذيب والضرب، لقد تحولت أحلامها إلى رماد بعد أن فارقت الحياة.
ك/بسملة نجيب









