رسالة الي/ بقلم الكاتبة// مريم الفارس

*إلى كيان… التي تسكنني رغم المسافات*
كيان
كل يومٍ يمرّ هنا، أكتشف أن الشوق لا يُقاس بالزمن، بل بكِ
أشتاق لصوتكِ الذي كان يرمم فوضى قلبي،
لضحكتكِ التي كانت تزرع الربيع في أيامي،
لوجودكِ الذي كان يجعل الحياة ممكنة
أشتاقكِ كما يشتاق الغيم للمطر،
كما يشتاق القلب لنبضه،
كما يشتاق المغترب لوطنٍ اسمه “أنتِ”.
ــــــ الغربة يا كيان ليست فقط بُعدًا عن الأرض،
بل هي بُعدٌ عنكِ، عن دفء عينيكِ، عن طمأنينة اسمكِ حين أنطقه
هنا، كل شيء بارد… حتى الشمس
أعيش بين جدران لا تعرفني،
وأناسٍ لا يسألون: هل أنت بخير؟…
أكتب لكِ لأتنفس، لأتذكّر أن لي قلبًا لا يزال ينبض باسمكِ
“كيان”
ـــــــ سمعتُ عن الطفلة “هالة”،
عن زواجٍ لم تختره، وعن رجلٍ يكبرها بعشرين عامًا
عن طفولةٍ سُرقت منها، وعن حلمٍ لم يُكتب له أن يُولد
كيف ماتت وهي تحمل جنينًا لم تعرف كيف جاء؟…
كيف عاشت وهي لا تعرف من الزواج إلا اسمه؟…
هل كانت تبكي ليلًا؟…
هل كانت تسأل نفسها: لماذا أنا؟…
هل كان أحدٌ يسمعها حين كان
تختنق بصمت؟…
هالة لم تكن قصة… كانت صرخة…
صرخة في وجه كل من ظن أن الطفولة تُباع…
أن الأنثى تُمنح قبل أن تنضج…
أن الزواج يُفرض، لا يُختار…
أخبريني يا كيان،
هل ما زالت الأرواح تُسلب بهذه القسوة؟…
هل ما زالت الطفلات تُزَفُّ إلى بيوت تسمى قبوراً؟…
أكتب لكِ وأنا أرتجف،
لا من البرد، بل من وجعٍ لا أعرف كيف أصفه.
أكتب لكِ لأقول:
كوني بخير،
فأنتِ الحياة التي أختارها، لا التي تُفرض عليّ.
*غيث*
كــ/ مريم الفارس









