بوح على حافّة الغربة… بقلم زيان معيلبي

لستُ من أولئكِ الذين
يخفونَ شوقهم تحتَ عباءةِ
القداسةِ
ولا من الرجالِ الذين
تورق على خدودهم نضرةُ
الخجلِ…
أنا… حين أحبُّكِ
يشتعلُ النهارُ في دمي،
وتفيضُ عروقي باللهفةِ
لا يُسكنها إلّا لمسُكِ الهادئِ،
يدفئُ قلبي كما الشمسُ فجرَها
الحبُّ—يا أنثى—
لا يأتي وديعًا
يطرق القلبَ مثلَ ريحٍ ضلّت
طريقها
يخطفُ من العمرِ ما يشاءُ
ويمضي
غيرَ مبالٍ بمن يقفُ على
أطلالِ قلبهِ…
فدَعي الليل يمضي كيف يشاءُ
ودعي الحلم يأتي صدفةً
كعائدٍ من زمنٍ بعيدٍ
تسبقُ خطاهُ أنفاسُهُ
ويتهوى في حضنكِ
كمن وجدَ أخيرًا راحةَ الرحيلِ
وأمانَ العودةِ….
خُذي من الوقت شهقةً طويلةً
فالعاصفةُ لا تُنذر أحدًا بقدومها
لكن بعدَها يتوضأ الهواءُ
بهدوءٍ جديدٍ
يليقُ ببدايةِ الحكاياتِ…
كم من دروبٍ لا تنبتُ إلا الصدى
وكم من غيومٍ تحترف الرحيل
وتترك في الأرواح أخدود خيبةٍ…
لا تلوميها
فالغيابُ أحيانًا نقمةُ الزمن على الحالمين….
وثقي…
أنا أراكِ في عتمةِ الجهاتِ
وأعرف للمدن ألف وجهٍ
وللنساء ألف ظلٍّ
لكن لا واحدةً منهن
سكنت السؤالَ الذي يؤرقني
ولا النبضَ الذي يهزمني
كلما همستِ باسمكِ في قلبي…
اتركي الليل يروي ما يشاء…
فالغد سيأتي بالشمس
وسنعرف بعد ضوئها
أن الحكايات التي ظلت
عالقةً في صدورنا
كانت تنتظر النهار لتولد
من جديد….
وأنا…
لي جذور في بلاد تُسمّى
الغربة
أعيش فيها بلا حلمٍ واضحٍ
ولا حبٍّ ناضجٍ
ولا وطنٍ يلم شتاتي…
مجردُ طرقٍ رماديةٍ
تمشي عليها روحي تلونها
العزلة
ويغمرها الصمتُ
كلما اشتاقت إليكِ…!









