مصطفى منيغ يكتب :المغرب لن يكون كما نحب

تلميعُ زجازِ الواجهات لإرضاء الفئات الشعبية العريضة لن يفيد المُتحكِّمين في المغرب نفعا ، ما دامت السِّلع المعروضة داخلها لم تعد صالحة وبقاؤها سيملأ المستقبل القريب بأشد ما كان صراعا ، أبطاله أغنياء الباطلِ ومَن جعلهم التمَسُّك بالحق جياعا ، التلميع السَّطحي غير مؤثر وزمان بريقه قصير أما الجوهريّ فشروطه تتجاوز المألوف طاعة وسمعا ، لتخطيطٍ مِن طرف مختصين في الشأن الديمقراطي وليس للضارين بدكتاتورياتهم المصلحة العامة باتخاذ قضايا (مهما كان المجال) احتكاراً وبيعاً ، الأصيل لا يحتاج لسياسة تنظيف ما حوله من قشور ليصبح كما كان لمَّاعاً ، حتى الأصالة على الفطرة محتفظة بما يشعّ منها إشعاعاً ، لا تليق لمن يستعين لإجبارها بمن كانوا لتحوبل غير المُحَوَّلِ صُنَّاعاً ، إذ القبول هبة القَدَرِ عن دراية بمسلك المسار القويم ممنوح لمن قلبه بذلك أكبر مِن أي قياس اتساعا . الفقر ليس عيباً ولا سبباً في تطاحن له في عدم القناعة بالمكتوب مَرجِعا ، بل سياسة التفقير السائدة في المملكة المغربية تفوق العيب بأعيب ما في مقاصدها ربحاً لأقلِّيةٍ وزيادة في تضييع نصيب الأغلبية ليفوق ضياعها ضياعاً ، ما أُنْجِزَ البلد يستحق أكبر منه بكثير بغير ما رُوِّجَ عنه رِفعة لأحدهم وللعامة ما جلب لرؤوسهم إضافة لحدَةِ طَنِينٍ صُداعاً ، ما كان للازدهار طليعة ولا كافيا لما يستبدل ترقيعا ، يدين ترويج الرائج بالمنزوع ضرائب من عرق الشعب لدفع زورق الافتراء في خيال حاكمين له شراعاُ ، لا يحتاج لهبوب ريح التغيير ليتحرَّك بل في مكانه جاثم ومَن حوله حتى الكلام فبما بينهم ممنوعاُ ، المباح انبطاح وتجديد شهادات بعض الخائفين ليستمر نفس المشروع قانونا وشرعاً ، وفي ذلك تكرار لوضعية تضيء لظلمة معارات “علي بابا” شموعا ، لتبيان نقل مغانم المحسوبين على مفسدي القرن لمصارف عواصم أقوياء أوربا ونيويورك الأمريكية مع رقابة أبوابها الحديدية مغلقة لمن أيادى المندِّدين عما يجري ملَّت لها قرعاً أكانت لأصحاب نضالٍ مُعتَمَد أو مجرّد توطئة لغضب في صدور شبابٍ بانتظام مترعرعاً .
… المسألة آخذة مع حلول السنة المقبلة 2026 بُعداً مُختلفاً حالما يقرِّر مَن يقرِّر تغيير جلده دون عقليته بأسلوب قد يبدو للوهلة الأولى مُفزعاً ، لكن ليس كل مرة تسلَم الجرَّة إذ الوعي الشعبي قد يصل مع تغيير ذاك الجلد تحدياً مُبدِعاً ، أقل المعلومات عنه العزوف عن المشاركة في الانتخابات الفارزة مُسبقاً (متى تمَّت بطريقة أو أخرى) نفس العجينة المنتفخة بنفس الخميرة المنتجة لأرْغِفَةِ مواقف عافتها الجماهير المتحررة لحموضتها المُؤْذِيَة ذوق الديمقراطية لكل مَن كان لعلَم مبادئها رافعا .









