كتاب وشعراء

ترابٌ لا يساوم…بقلم زيان معيلبي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

في المساء الذي ثقلتْ فيه
أنفاسُ المدنِ الراحلة
وحيثُ تصرخ الأزقّةُ
بجدرانٍ تتهشّم من القهر
وقفتُ أفتّشُ عن صوتي
بين ركام الكلام
عن وطني
المختبئ في حنجرةٍ
أنهكها البكاء….!
تسألني الريح:
إلى متى يسكن وجهَهُ السواد؟
إلى متى تُكفّنُ خطواته
بثوبٍ من الغبار والعتمة؟
وأنا لا أملكُ إلّا
هذا الحرف المشاكس
يقفز من الوجع
كي يفضح صمتًا
يريدون له أن يكون قدرًا
يا وطني…
لم يتغيّروا
لم يبدّلوا وجوههم
ولا قلوبهم
ولا الآهاتِ التي سرقوها
من حناجر الأطفال
تغيّرت الأمكنةُ فقط
أمّا الذئاب
فأقوى
وأشدُّ عطشًا للدم
كيف أُصفّقُ لِمَن
يُجلد التاريخ بضحكةٍ مزيّفة
ويخيط من الخيانةِ
قناعًا يتصدّقون به على الناس؟
كيف أُباركُ موتَ الأحلام
وهي تُساقُ إلى المسالخ
كأنها لا تستحقّ الحياة؟
علّموني
أيُّ قومٍ هذا
يصفّق للجلاد
وينسى الوجع؟
أيُّ ذاكرةٍ
تُؤمن بالغدِ
وتكفرُ بما جرى بالأمس؟
ولكِن…
رغم كلّ هذا الخراب
ما زال في صدري وطنٌ
لا يقدرون على قتله
وترابٌ
لا يُساوم
وحبٌّ
يُشرِق من بين الركام
كأنّه جناحٌ
لا يعرف الموت
أكتبُه
أخطّهُ
أنقشه على جلود الأيام:
أحبك…
وسأبقى أحبك
حتى لو أطفؤوا الشمس
حتى لو هزّوا مسار الريح
فأنتَ وطنٌ
لا تُطفئه الظلمات
وتبقى
مهما نفونا
تتنفّس فينا
وتكبر
مع كلّ جيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock