كتاب وشعراء

حين ينهض الوجع في صمت المساء… بقلم زيان معيلبي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

الليلُ يهبطُ الآن
بخطواتٍ خفيفة
يمسحُ كتفَ النهار
ويغلقُ خلفه أبوابَ الوهج
الأخير……
تتوهّجُ الشوارعُ
كقلبٍ يحاولُ أن يتذكّر
دفأه
وتتدلّى من النوافذ
أغنياتٌ لا تُكمِلُ شطرَها
الأخير
وترفرفُ فراشاتُ المساء
على أرصفةٍ سَهِرَت
من أجل عاشقٍ واحد…!
وأنا…
أضمّ أنفاسي إليّ
كمن يخافُ أن تسقط منه
وأحوكُ من ظلِّ الليل
رداءً يغطّي هذا الوجعَ
الطويل…..!
أكتبُ للغائب
للذي ترك في صدري
مكاناً لا يملؤه أحد
وأرجو أن يلين قلبُه
كما يلينُ الصخرُ
حين يبلله المطر…..!
قلبي…
تلاعبت به السنين
حتى صار مثل ورقةٍ
يابسة
يطاردها الريحُ
ولا تستقرّ في حضن… !
ذكرياتي
تشربُ كأس الغياب
ثم كأس الجفاء
وتعود إليّ محمّلةً
بأحزانٍ تعبتُ من عدّها
حتى كاد الحلمُ
يفقد اسمه….!
ها أنا
أضع وجعي تحت جناح
الليل أكلّمه
أرجوه
أشهدُ أمام نجومه
أنّي ما زلتُ واقفاً
وأنّ قلبي
برغم ما قُتِل من أحلامه
لا يزالُ ينبضُ
كأنّه يبحثُ
عن فجرٍ لم يولد بعد.

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock