كتاب وشعراء

كبار السن ومشقَّة اكتساب الحداثة/ بقلم/ ندى محمد جعفر

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

يمرُّ الإنسان بمراحل عديدة وتطرأ عليه أحداث ومواقف متنوعة ومتغيرة ويصغي لأفكار ومحاورات ومحادثات وقصص،
بعض من هؤلاء الناس يحاول الإفادة من تلك الأحداث والمواقف والقصص ، ويبدأ بقراءة ما يحيط به من الناس والأشياء معا ، ثم يأخذ ببناء شخصيته ويؤسس لتجربته متخذا من هذه المواقف تجربة ؛ شخصية/ يومية /حياتية./ معرفية/ اجتماعية..
ويتغاعل هذا النوع من الناس تفاعلا دؤوبا ومستمرا مع الأحداث من أجل ان يواكب كل ما هو جديد ومغاير لا سيما السيل التكنولوجي الذي أحدث هزة علمية ومعرفية فريدة ، حيث قدّم هذا السيل للمجتمع معارفا ذات إنساق كثيرة ؛ إعلامية وطبية وهندسية وفنية وثقافية وأدبية وموسيقية فضلا عن أحداث تاريخية وجغرافية ، حقا إنها ثورة من المعلومات الكبيرة مكتسبة عن طريق الشبكة الإلكترونية، وتم اختصار ملايين الأميال بمجرد ضغظ ( زر ) على الشاشة الزرقاء .
ولكن في الوقت نفسه وتحديدا
في الضفة الأخرى نرى بعض الناس يصيبهم الضجر والعجز والملل والخيبة في التفاعل ولن تظهر عليهم اي بوادر استجابة مع الأخرين وبما يحيط بهم من أمكنة وتراث وحضارة وقصص وأحداث ومواقف متنوعة وعلوم التكنولوجيا ، ولم يتفاعلوا مع تجارب الأخرين من أجل الأفادة منها ولعل الأسباب عديدة أهمها البيئة وتأثيرها بشكل واضح على حياة الإنسان
والبيئة هنا متعددة الأشكال قد تكون البيت أو الأسرة او ربما الحي السكني أو المدينة أو البلد … الخ
وربما قد يكون الجانب النفسي مثل العزلة وحب الوحدة والسكون وعدم الانتماء والتفاعل مع الآخر.
وقد يكون السبب في التقدّم بالسن هذا الأحساس والشعور يعدّ إداة قاتلة لكل الطموحات والتطلعات والرؤى المستقبلية التي يسعى إليها الإنسان ، الإنسان عموما يعيش من أجل ان يبقى متعلما ، يظل بحاجة إلى العلم والمعرفة إلى آخر لحظة ، والمعلومة ليست فئوية بل تنطلق للناس كافة ، وهي غير مخصصة لفئة عمرية ما . لقد غيَّب قسم كبير من هؤلاء انفسهم عن التواصل الاجتماعي ؛ الواقعي والافتراضي معا بفعل هذا السكون واليأس .
إذا نكتشف من خلال هذه القراءة تأثير البيئة والوعي في حياة المرء وهذا التاثير مهم جدا في صناعة الحياة أو في صناعة الموت ، وعلى سبيل المثال بيئة موظفي الحسابات تختلف عن بيئة الأديب كل منها له بيئته الخاصة وينبغي على كل واحد منهما التفاعل مع بيئته حتى وإن كان هذا التفاعل محدودا نوعا ما ، فلا بد أن يتماشى مع أحداث تلك البيئة ويطوّرها شيئا فشيئا ، ولا يخفى على أحد بأن البيئة متغيرة ومتجددة ومتنوعة وقد تمرُّ بمراحل عديدة لهذا لا بد أن يتغير الإنسان بتغيير متطلبات البيئة ولا يقف وراء شيء تالف وقديم .
بقلمي ندى محمد جعفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock