مصطفي السعيد يكتب :روسيا تبدأ هجوم الشتاء وأمريكا ترتكب جريمة حرب في فنزويلا

بدأت روسيا هجوم الشتاء، ونقلت وحدات من قوات الشمال المعتادة على الثلوج إلى أوكرانيا، وقبلها دمرت معظم خطوط الإمداد الرئيسية ومحطات الكهرباء والطاقة والسكك الحديدية، وسيطرت على مدينة سفيرسك في وقت قياسي، وتواصل اجتياح خمسة مدن ثلاثة منها في دونيسك، وواحدة في خاركيف وأخرى في زباباروجيا، ولم يعد يتبقى في إقليم الدونباس سوى ثلاثة مدن في دونيسك، اقتربت القوات الروسية منها، لتضع حكومة زلينيسكي وحلف الناتو في مأزق شديد، خاصة دول الناتو الأوروبية الرافضة لاتفاق سلام، وتواصل نفير الحرب لحشد مواطنيها غير المتحمسين للحرب، وتطلق بيانات عن قرب هجوم روسي وهمي على أوروبا لستنفر الحس الوطني، وتغطي على فشلها الإقتصادي، فعندما تكون الحياة مهددة لا يحتل التفكير في مستوى المعيشة أهمية، روسيا تتهم أوروبا بأنها تروج للحرب، وقال بوتين إذا بدأت أوروبا الحرب على روسيا، فالأمر لن يستغرق وقتا طويلا، في إشارة إلى أنه سيستخدم تكتيكات قتال مختلفة، وأسلحة لم يستخدمها في الحرب الأوكرانية، وستكون روسيا قادرة على هزيمة أوروبا بسرعة.
أما إدارة ترامب فمازالت مترددة في الهجوم على فنزويلا، رغم أن فنزويلا تبدو صيدا سهلا ومثاليا، فهي غنية بأكبر احتياطي نفطي في العالم، وجيشها ضعيف، وعدد سكانها نحو 30 مليون نسمة، وقريبة من أمريكا، وبعيدة عن الصين وروسيا، ورغم ذلك يخشى ترامب أن ينزلق في حرب طويلة ومكلفة، حيث جرى تسليح 6 ملايين من الشعب الفنزويلي، سيشكلون خطرا على قوات أمريكية جيدة التسليح لكنها غير كافية وليست مستعدة للتضحية في حرب لا يعرفون هدفها بوضوح، لأن ترامب يدعي أن هدفها تجار المخدرات، ولا تعد فنزويلا من الدول المنتجة للمخدرات حسب التقارير الدولية، وأن غزو فنزويلا ليس له أي مبرر قانوني، وارتكبت البحرية الأمريكية جريمة حرب، عندما ضربت قاربا بالصواريخ ودمرته، وبقي البعض أحياء يتعلقون ببقايا القارب، فأطلقت البحرية النار على المستغيثين من الغرق، وهي تعد جريمة حرب، سيكون لها ارتداداتها في الداخل الأمريكي والرأي العام العالمي، خاصة بين بلدان أمريكا الجنوبية، التي ترى أن إدارة ترامب تسعى لإعادة الإستعمار القديم بأبشع صوره.