كتاب وشعراء

جلسَ يستريحُ من وهجٍ لا يفهمُهُ…..بقلم خالد أبو العلا

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

منذ ارتطامي بصَمتِي
والصباحُ يجيءُ إليّ مثل رسولٍ كذَّبَهُ قومُه،
يحملُ اعتذارًا رقيقًا
عن ممارسةِ تلك المِهنةِ من الغدِ
يأسفُ عن البقاءِ في جسدٍ لا يُطيقُه
جسدٍ رأيتُه بأمِّ عيني يغادرُ روحًا هائلةَ الضجرِ
لا تعرفُ لها قرارًا
فانسلَّتْ من إطارِها الشفَّافِ
كما يتفلَّتُ الضوءُ في قيدِه.

كانت له امرأةٌ من هواءٍ
تتنزَّلُ من قُبَّةِ السماءِ
تتأرجحُ
كأنها نجمٌ يتهاوى من شُرفةٍ
تُطلُّ على وحشةِ العالمِ
يلمعُ نورُه كأذكارٍ مُبعثرةٍ في صدرِ درويشٍ مُبتدئٍ
يعرفُ أنه ضَلَّ الطريقَ إلى ما وراء ظِلَّه
واستغرقَ في تأويلِ حلمِ امرأةٍ خرقاء
استيقظتْ في سريرِها
لتنجوَ من حُلمِها المتكررِ
أن طيورًا تنقرُ عينيها
وأن انتظارًا تحجّّرَ في شُرفتِها
وهو يقضمُ أظافرَه.

قالت: كنتُ أكتبُ له
من حفرةٍ صغيرةٍ باردةٍ في ذاكرتي
لا أظنها تسعُ ما تبقى لي من شبقِ جسدي
كانت تلك الحفرةُ تضيقُ على روحي
كلما تماديتُ في خطيئتي
ولم أنصتْ لأنينِ رسائلِهِ التي خفتتْ
لم أعرفِ الطريقَ إلى تفاحتِهِ
فالطرقُ تشابهتْ عليَّ
فواصلتُ تيهي
مثل فكرةٍ لم تجد رأسًا تسكنُه.

ما يزالُ يسيرُ
حتى أصبحَ جسدُه أخفَّ من شهوتِهِ للموتِ
فجلسَ يستريحُ من وهجٍ لا يفهمُهُ
لكنه يؤمنُ أنه رسالةٌ ما
ستأتيه حين يصيرُ الوجدُ وحده هو المسافةَ
بين تورُّمِ قدميه
وروحٍ سهدتْ في قيامِها
تنتظرُ دابةَ الرجاءِ تأكلُ مِنسأتَه.

يتذكّرُني
بابٌ لا أعرفُ كيف أطرقُهُ؟!،
ومتى طرقتُهُ آخرَ مَرَّةٍ؟!
فكلما لمستُهُ؛
يتفتّتُ مثل مِلحٍ تذروه الرياحُ
وصوتُ طرقاتٍ قديمةٍ
يعودُ
ونداءُ امرأةٍ واهنٌ يُردُّدُ اسمي
ولا يُجيبُهُ الصدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock