أن تعشق موريسكية…….بقلم زكية المرموق

أن تعشق موريسكية
يعني
أن تبلل بالعطش وحدتها
مثل صبارة في صحراء بعيدة
كي تزهر في البعد قبل القرب
أن تحول الصمت إلى لوح
تشرح وصاياه للريح
وحجر الطريق
أن تنسى اسمك في اسمها
كلما راودتك الحقيقة بعريها
ويقينها
فتعلن بأعلى صوتك
‘أحبها’
أن تتحول إلى بستاني
في حدائق حلمها
تسيج سرها بأشواكها
وقصائدك
وأنت تقول:
“هي لي
وأنا لها”
أن تعلم أن الجنون
هو أورغازم الحكمة
فتكسر الأسوار التي في الرأس
قبل الحياة
أن تروض الأشباح التي تطاردها
وتحولها إلى أنبياء
يحملون الشموع في ليلها حتى تخضر الحناء على صدرك
قبل يديها
أن تغسل الأركانة من غبار الشيح
وشوك الطلح
بفراتك
ودجلتك
أن تشير إلى انكسارها
قبل أعيادك
كي تحبها
عليك أن تنفي النفي من أبجديتها
وأن تعلم المعية ان تمشي وحيدة
في طينها
أو في غيبوبتها
كي تتكاثر في الفرد قبل الجمع
أن تطوي كل الخرائط
والجهات
حتى لا يبقى في البوصلة
غير سرير الشمس
سريركما
أن تتعلم كيف تربي الغد
في صرة المستحيل
كما تربي أم عزباء طفل الحب
بعيدا عن العيون
أو الأصابع
أن تتعلم كيف تحول السكين
إلى ضماد
وأنت تصرخ بأعلى صمتك:
“اشششس أنا هنا
اشششس
انت الآن بخير”
ثم تكمل دلق حريرك
على أيامها
أن تحبها
يعني أن تشعل رمادها
بجموحك
وتعلق على شباكها
قلبك
مثل حارس سومري
خرج للتو من الأساطير
كي لاتنقلب الأرض على نفسها
أن تحبها
يعني
أن تجعل من عينيها
عاصمة لك
هي لا تقول
أحبك
لكنها كلما نظرت إليك
قالت في سرها:
“كنت ميتة من قبل
والآن عدت إلى الحياة”
ثم تدفن أنفها في صدرك
وتغيب في غابتك









