نهاية الطريق…بقلم سعيد زعلوك

نهاية الطريق
ليست نهاية…
هي صدى الخطوات التي لم تُسجّل
على صفحات الحجر القديم
أو بين همسات الليل الطويل
حيث ينام القمر بلا أجنحة
الهواء هنا ثقيل
كأحلامٍ لم نعد قادرين على حملها
والشجر يحدّق فينا
كما لو أنه يعرف
أننا سنرحل قبل أن نفهم
ما تعنيه النهاية
الخطى تتردد
بين صمت الطريق ومطر الأيام
بين وجوه تلاشت
وصور تُغلق خلف الأبواب
كل شيء هنا يتذكّرنا
قبل أن نتذكّر أنفسنا
حتى الظلال لم تعد مطمئنة
تتناثر على الأرصفة
تتسلل إلى الزوايا
تخبرنا بما نعرفه
لكننا نخاف من الاعتراف به
نهاية الطريق
ليست نهاية…
إنها لحظة صمت مطوّل
لحظة نلتقي فيها
مع كل ما كنا نتجاهله
مع كل الأسماء التي لم تُنطق
مع كل الأشياء التي كنا نعتقد أنها ستبقى
وهناك، عند آخر الضوء
نتوقف
نلتقط أنفاسنا
نستعيد جزءًا من أنفسنا المفقودة
ونمضي…
مع أننا نعرف
أننا سنعود إلى نفس الطريق
لكن بخطى أخف
وقلوب أكثر استعدادًا للرحيل
نهاية الطريق
ليست نهاية…
هي دعاء صامت ينساب بين الحجارة
بين ظلالنا الممزقة
يهمس:
ليكن ما هو آت رحمة
وليكن ما مضى درسًا
ولتبقَ القلوب على ما أحبّت
حتى لو ضاعت في العتمة
نرفع أعيننا إلى السماء
نطلب من الضوء أن يغسل أرواحنا
من ثقل الأيام، ومن ضباب الخوف
ومن كل الأشياء التي لم نقُلها أبدًا
نهاية الطريق
تعلّمنا الصبر
تعلّمنا الرحيل بلا خوف
تعلّمنا أن نترك وراءنا
ما لا يمكن حمله
ونحمل ما يستحق البقاء
وفي صمتها
نجد أنفسنا أخيرًا…
نبتسم للغد
ولو كان بعيدًا
نبتسم للطريق
الذي وإن انتهى…
يبقى يحملنا على جناحيه
يا رب، اجعلنا من الذين يعرفون الصبر في نهاية الطريق
ومن الذين يحملون القلوب بلا ثقل
واحفظنا من ضياع الأيام
واجعل النور رفيقنا
والسلام عنوان رحيلنا
وأمطر على أرواحنا رحمة وطمأنينة لا تنتهي…









