نجمة تُزهر…..بقلم سناء هيشري

نجمة تُزهر في ذاكرة الأجيال ”
أنا المرأةُ، ذاكرةُ الأجيال،
أحمل في وجهي خرائطَ الزمن،
في نظراتي تلتقي الحكايات،
وفي تجاعيدي تُخبّأُ أسرارُ الرحيل والعودة،
أنا التي تمزجُ الفرح باللون،
فأجعلُ من اللوحة نافذةً تطلّ عليّ السعادة
ومن الانكسارِ جسورًا نحو النهوض.
كلُّ طبقةٍ من الطلاء التي أسكبها على اللوحة
هي طبقةٌ من الذاكرة،
وكلُّ لمسةٍ من خامةٍ جديدة
هي صوت يولدُ من جديد.
أنا الماضي الذي يتقدّم،
والحاضرُ الذي يتشبّثُ بالضياء،
والمستقبلُ الذي لا ينطفئ.
وأنا الصوتُ الذي يخرجُ من أعماقِ اللوحة
ليعلن أنّ الأنوثة طاقةٌ تُعيدُ بناء الكون.
أنا مَن يسكبُ الطلاءَ فيضًا،
لا بخلًا ولا حسابًا،
لأنّ الجمالَ لا يولدُ إلا حين يكونُ هناك إسرافٌ
في الحب، وفي التضحية، وفي الحلم.
أنا التي تعيدُ رسمَ ملامحِ الحياة
على وجوهٍ أنهكها الزمن،
فأمنحها أفقًا جديدًا،
وأزرع في عيونها نورًا آخر
يقاومُ الانطفاء.
أنا، المرأة، ذاكرةُ الأجيال.
أنا الحكايةُ التي لا تنتهي،
أنا البذرةُ التي لا تموت،
أنا الطفلةُ التي تسكنُ داخلَ كلِّ جدّة،
وأنا الجدّةُ التي تمنحُ قوتَها لكلِّ طفلة.
هكذا أقول، وهكذا أكتب، وهكذا أرسم:
فاللوحة عندي ليست سطحًا من ألوان،
بل هي حياةٌ كاملةٌ ،
لوحةٌ تُحاورُ من يراها،
وتدعوه لأن يسمعَ ما وراء اللون،
أن يصغي لما تهمسُ به الخاماتُ،
أن يرى في العينينِ ما لا تقوله الكلمات.









