كتاب وشعراء

غزّة… صوت الصمود…بقلم زيان معيلبي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

هل لليَراعِ بأن يبوحَ بحُرقةٍ
والحرفُ أضناهُ الأسى وندائي

من أين أبدأُ؟ والقصيدةُ غُصَّةٌ
تختنقُ الأنفاسُ في أصدائي

دمعي تسرّبَ من شقوقِ قصيدتي
وتسيّدَ الألمُ العتيقُ رثائي

وجعُ غزّةَ أملى عليّ قصائدي
حتى غدا النزفُ اسميَ الحيّائي

قتلٌ وحصارٌ وانتهاكُ كرامةٍ
والظلمُ يلهثُ بالسياطِ ورائي

ماذا أقولُ؟ وهل لمثليَ منبرٌ
والصمتُ حاصرَ صرختي ودمائي

آهٍ غزّةُ… يا جراحَ قصيدتي
يا قبلةَ الأحرارِ والإباءِ

إن غابَ فجرُ المجدِ يومًا إنّما
غابَتْ شموسُ الكونِ في ظلماءِ

وإذا يُرَدْ معنى العنادِ فإنّها
قَسَمُ الصمودِ وعِزُّها العليائي

عصفتْ بنا الحربُ العمياءُ التي
كسرتْ جناحَ الطفلِ والنساءِ

لكنّ فجرَ الحقِّ يولدُ صابرًا
من رحمِ نارٍ لا من استجداءِ

غزّةُ ستنهضُ رغمَ كلِّ جراحِها
وتشقُّ دربَ العزِّ بالإباءِ

في كفِّها حجرُ الحقيقةِ شاهدٌ
أنَّ البطولةَ تُولدُ من فِداءِ

طفلٌ هناكَ يشدُّ ليلَ حصارِهِ
ويعلّمُ الدنيا معنى البقاءِ

أمٌّ تُربّتُ فوق جرحِ صغارِها
وتقولُ: هذا الدربُ دربُ العظماءِ

والقدسُ في عيني غزّةَ وعدُنا
قسمُ السماءِ وموعدُ الإسراءِ

مهما تطاولَ ليلُ قهرٍ حولَها
سيذوبُ حقدُ النارِ في ضياءِ

فالأرضُ تعرفُ أهلَها ودموعَهم
وتعيدُ حقَّ الصابرينَ وفاءِ

غزّةُ يا نبضَ القلوبِ وصبرَها
ستبقينَ تاجَ الأرضِ والكبرياء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock