كتاب وشعراء
حين يوقظ الحضور ما حاول الغياب دفنه… بقلم سعيد زعلوك

لم أستيقظ على غيابٍ كما يظنّون…
استيقظتُ على حضورٍ خرج من شقّ الفجر،
يمسّ قلبي كما تمسّ يدٌ واثقة
كتفَ رجلٍ لم ينحنِ رغم التعب.
كان الكون يعيد فتح نوافذه،
والضوء يعود إليّ كأنه يعرفني،
والوقت الذي كان بطيئًا
صار يقترب كمن وجد ما يستحق العودة.
لم يجلس الصمت معي،
بل جلس معنى يبحث عن شكله،
يرتب فوضى الأمس
ويقول لي:
“ما تبقّى فيك… قادر أن ينهض.”
لم أفتّش عن صوتٍ رحل،
بل عن صوتي أنا،
عن دفءٍ يولد من داخلي
لا من أحدٍ آخر.
لا يعرفون شهية الحضور حين ينهض…
كيف يوقظ الطرقات،
ويعيد للوجه ملامحه الأولى.
أقول لهم:
الراحلون لا يتركون فراغًا فقط،
بل يتركون بابًا نتعلّم بعدهم
أن نعبره وحدَنا.
قلبتُ لحد الماضي،
فوجدتُ فيه بذورًا حيّة،
فجمعتُ ما تبقّى من الكلمات
وصنعتُ منها
حياةً تليق بي… وتمضي بي.








