كتاب وشعراء

قصيدة (اللغة العربية)… عيشة صالح

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا


لُغَتِي عَصَا مُوسَى إِذَا لامَسْتَها
انشَقَّ حَرْفُ الضَّادِ وَانْزاح العَمَى

فِيها البَيَانُ، وَفِي حُرُوفِ ضِيَائِها
تَحْيَا العُقُولُ فَصَارَ فِيهَا مُحَكِّمًا

تَزْهُو وَهذَا النُّورُ يَسْكُنُ صَوْتَها
فِي حِينِ برجٍ للُّغَاتِ تَهَدَّمَ

وَإِذَا تَبَعْثَرَ فِي الْمَتَاهَةِ خَاطِرِي
فَزَعَ البَيَانُ إِلَى حُرُوفِي مُلَمْلِمًا

فِيها الفَصَاحَةُ لا تُجَامِلُ زَيْفَنَا
أَنْ تَكْشِفَ الأَسْتَارَ مَا قَدْ أُلْجِمَ

لُغَتِي مَرَايَا لا يُخَايِلُهَا الصَّدَى
غَسَلَتْ عُلُوقَ الفِكْرِ كَانَ تُوُهِّمَ

مَالَتْ سَنَابِلُها يَدَاعِبُهَا النَّدَى
نَالُوا جِيَاعَ الفِكْرِ خُبْزَها مُؤْدَمًا

لُغَتِي تَنَفَّسَ فِي حَنَايَاها الْمَدَى
فَاسْتَيْقَظَ التَّارِيخُ بَعْدَهَا مَرْغَمًا

جَلَسَ التُّرَاثُ عَلَى مَنَابِرِ عِزِّها
مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ لا يَشْكُو الضَّمَا

فِي نَحْوِها نَحْوٌ إِلَى ذِي رفْعَةٍ
تَبْيَانُها بَيْنَ الثُّرَيَا فِي السَّمَا

نَحْنُ بِها حَتَّى إذا لَمْ نَهْتَدِ
فَالْنَازِلَاتُ تَعِدُّ جِيلًا أَعْظَمَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock