عبد الملك بن مروان

✍️الخليفة الذي خرج من المصحف… ليحفظ به دولة الإسلام
لم يكن عبد الملك بن مروان رجلَ سيفٍ في بداياته، بل كان رجلَ قرآن.
نشأ في المدينة المنورة، في بيت علمٍ وفقه، وأخذ عن كبار التابعين، حتى قال عنه العلماء:
> «كان من فقهاء المدينة الأربعة».
كان وقته بين المسجد والمصحف، حتى عُرف بكثرة تلاوته وتدبّره، ولم يكن أحد يظن أن هذا الفقيه الهادئ سيصبح يومًا أشد خلفاء بني أمية بأسًا وأبعدهم أثرًا.
لكن سنة 65هـ قلبت حياته.
⚡ الخلافة وسط النار
قُتل أبوه مروان بن الحكم، والدولة الأموية تمزّقها الفتن:
الحجاز بيد عبد الله بن الزبير
العراق يغلي بالخوارج
الشام مهددة
الروم يترصّدون
جلس عبد الملك على كرسي الخلافة، لا على عرشٍ ممهد، بل على بركانٍ مشتعل.
وحين جاءه المصحف، قال كلمته التي كثر تداولها:
> «هذا فِراقٌ بيني وبينك»
ولم يكن معناها هجر القرآن، بل:
انتهى زمن العزلة، وبدأ زمن الأمانة الثقيلة.
⚔️ فقيهٌ يلبس درع السلطان
أدرك عبد الملك حقيقة مُرّة:
> الدولة إذا تفرّقت ضاعت، ولو كان أهلها صالحين.
فشدّد قبضته:👌
واجه الخوارج بلا هوادة
أعاد بناء الجيش
وحاصر خصمه الأكبر: عبد الله بن الزبير
لم يكن الصراع شخصيًا، بل صراع شرعية ووحدة.
وبعد سنوات من الدماء، انتهت الفتنة بسقوط ابن الزبير سنة 73هـ، ودخول مكة تحت سلطان الدولة.
يومها قال عبد الملك:👌
> «والله ما أحببت القتل، ولكن لا يصلح الناس إلا بهيبة السلطان».
🪙 من سلطان الحرب إلى باني الحضارة
هنا تبدأ المرحلة العظمى من حكم عبد الملك.
فبعد أن سكنت الفتن، بدأ أعظم مشروع إصلاحي عرفته الدولة الأموية:
🔹 1. تعريب الدولة
كانت الدواوين:
في الشام بالرومية
في العراق بالفارسية
فقال عبد الملك كلمته الجريئة:
> «لا يُكتب في دولة الإسلام إلا بالعربية»
وبذلك:👌
حُفظت اللغة
توحّدت الإدارة
وقويت هوية الأمة
🔹 2. سكّ العملة الإسلامية
كانت النقود تحمل صور ملوك الروم والفرس.
فأمر عبد الملك بسكّ أول دينار إسلامي خالص:
بلا صور
بنقوش قرآنية
باسم الدولة الإسلامية
وكان هذا إعلانًا صريحًا:
> الإسلام لم يعد تابعًا… بل قائدًا.
🔹 3. قبة الصخرة… السياسة بالعقيدة
بنى قبة الصخرة في بيت المقدس، لا مجرد بناءٍ جميل، بل:
رسالة دينية📖
وتأكيد على مركزية القدس
وردٌّ حضاري على نفوذ الروم
فكانت تحفةً خالدة تجمع العقيدة والسياسة والفن.
🧠 اختياره للحجّاج
أكثر ما أُخذ على عبد الملك: تقريبه للحجّاج بن يوسف.
لكنه كان يقول:
> «لا يصلح أهل العراق إلا رجلٌ مثله».
كان عبد الملك يرى:👇
أن بعض الأمصار لا يصلحها اللين
وأن الظلم الفردي أهون من ضياع الدولة
رؤيةٌ سياسية قاسية… لكنها واقعية في زمن الفتن.
🕊️ نهاية الرجل القوي
في آخر عمره، مرض عبد الملك…
وسكت صوت السلطان.
قال وهو على فراش الموت:
> «وددت أني كنت غسّالًا، أعيش يومًا بيوم»
كلمة خرجت من قلب من:
ذاق المُلك
وحمل الدماء
وخاف الحساب
ومات سنة 86هـ، بعد أن سلّم دولة:
> قوية، موحّدة، ذات هوية، ومؤسسات.
🌱 الخلاصة
عبد الملك بن مروان:
❌ ليس خليفة زهدٍ ولين
✅ بل خليفة مرحلةٍ صعبة
جمع بين:
فقه العالم
وحزم السلطان
وبعد نظر رجل الدولة
فكان بحق:
> مهندس الدولة الأموية الحقيقي
📚 المصادر المعتمدة
تاريخ الطبري📚
البداية والنهاية – ابن كثير📚
سير أعلام النبلاء – الذهبي📖
الكامل في التاريخ – ابن الأثير📖
العبر في خبر من غبر – الذهبي📖









