طب ودواء

باستخدام عينة بول.. ساعة بيولوجية مبتكرة تتنبأ بالعمر الحقيقي وتقيّم مخاطر الأمراض المزمنة

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

طور فريق من العلماء في اليابان ساعة بيولوجية تعتمد على علم التخلّق، قادرة على تحديد العمر البيولوجي باستخدام عينة بول واحدة فقط، دون الحاجة إلى إجراءات طبية معقدة أو تدخلات جراحية.
ويختلف العمر البيولوجي عن العمر الزمني، إذ يعكس الحالة الفعلية للخلايا ومدى تأثرها بعوامل نمط الحياة، مثل الوراثة ومستويات التوتر وجودة النوم والنظام الغذائي والتدخين، وقد يكون أعلى أو أقل من العمر الحقيقي للشخص.

واعتمد العلماء في دراستهم على متابعة أكثر من 6300 شخص خضعوا لفحوصات الكشف عن السرطان، حيث جُمعت منهم عينات بول، إلى جانب بيانات تفصيلية عن عاداتهم اليومية، بما في ذلك التدخين وتناول الكحول.

وحلل الفريق جزيئات دقيقة من المادة الوراثية تعرف بالحمض النووي الريبي الميكروي (miRNAs)، ثم استخدموا تقنيات تسلسل متقدمة وخوارزميات حاسوبية لتقييم البيانات. ولتعزيز دقة النتائج، جرى تطوير نماذج منفصلة للرجال والنساء.

وأظهرت النتائج أن بعض جزيئات miRNA، مثل miR-155-5p وmiR-34a-5p، ترتبط بعمليات الشيخوخة ونمو الخلايا، وقد يؤدي فرط التعبير عنها إلى تسريع نمو الخلايا السرطانية أو تعطيل النمو الطبيعي للخلايا السليمة.
وبيّن العلماء أن “الساعة البيولوجية” المطوّرة قادرة على تقدير العمر البيولوجي بدقة مع هامش خطأ يبلغ في المتوسط 4.4 سنوات، ما يجعلها أداة واعدة لفهم الشيخوخة على المستوى الخلوي.

وأوضح علماء شركة Craif اليابانية الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، مقرها ناغويا، أن هذا الاختبار أقل دقة قليلا من ساعات الشيخوخة المعتمدة على الحمض النووي (DNA)، إلا أنه تفوق على نماذج miRNA وmRNA المعتمدة على الدم.

وأشاروا إلى أن اختبارات miRNA في البول قد تمثل مؤشرات حيوية غير جراحية وواعدة لتقدير العمر البيولوجي وتقييم مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

ويأتي هذا التطور في ظل تزايد الاهتمام العالمي بتحديد العمر البيولوجي، مدفوعا بانتشار أبحاث إطالة العمر، حيث يلجأ بعض الأشخاص إلى هذه الفحوصات للحصول على مؤشرات حول صحتهم المستقبلية، رغم ارتفاع تكلفتها وعدم توفرها بشكل روتيني في أنظمة الرعاية الصحية العامة.

وفي سياق متصل، تشير توقعات حديثة إلى أن متوسط العمر المتوقع عالميا قد يرتفع بنحو خمس سنوات بحلول عام 2050، ليصل إلى 76 عاما للرجال وأكثر من 80 عاما للنساء.

ويربط خبراء طول العمر بين العيش المديد ونمط الحياة، مؤكدين أن النشاط البدني المنتظم والروابط الاجتماعية والشعور بالهدف والإيمان، عوامل أساسية في المناطق المعروفة بـ”المناطق الزرقاء”، حيث يعيش السكان غالبا إلى ما بعد سن المئة.

نشرت الدراسة في مجلة npj Aging.

المصدر: ديلي ميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock