كتاب وشعراء

الجرح الذي يضيء……بقلم زاهر الأسعد – فلسطين

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

حين يتذكر الماء نفسه
ينهض في ضلوعي صوت خفي
وتعبر الذكريات كهواء يبحث عن نافذة مغلقة

لا ورد يشبه طلعتكِ
ولا مطر يشبه حضوركِ
كأنكِ بداية تمنح العطش معنًى آخر

كيف للصباح أن يعرف نفسه
من دون يديكِ وهما يعيدان ترتيب الضوء
ويفتحان للنهار طريقه الأول

أنا أثر حلم لم يكتمل
غصن يهب العطر لريح تتعلم الإصغاء
وحجر يخبئ في صلابته حنينًا
كأنكِ لغة تسبق الكلام

أنتِ كأس تحتضن السيل
وشفتان تحولان الندى إلى معنًى
يبقى في القلب
كأنكِ نشيد يكتبه الفجر على صفحة الغيم

أترك للحروف أن تمشي على وداعات قديمة
فتولد كلمات بلا ذاكرة
إلا ما يمر من ظلّكِ حين تعبرين
وكأنكِ تمنحين الصمت سببًا ليبقى

بين حضور يتردد وغياب يتسع
تسكن القلوب شرفات الذاكرة
ويضيء الجرح بدل أن ينطفئ

في عينيكِ أرى نفسي
وأعرف أنني سؤال يتعثر
وأنكِ ما يجعل الأسئلة تنام بلا كلام

ذكراكِ ملح على جراح الأيام
وحنيني نهر يعود إلى بداياته
كأنكِ الصفحة التي كتب عليها الفجر اسمه الأول

في كفّكِ تختار المسافات خفّتَها
وأنا أختار الحياة كما يختار السالك نفسه قبل الوصول
حين يوشك أن يرى ما غاب عنه
ويفهم أن الطريق لا يفتح إلا لمن يقترب

كل قطرة منكِ بدء
وكل رشفة تنبّه الوجود
كأنكِ سر يتخفى في وضوحه
ونار تضيء في العتمة لتعلّم الحجر كيف يلين

وحين أفتش عن اسم لما في قلبي
أقول اليوم ظل للأمس
لكن الصبح ليس وقتًا
بل اسم يخرج من عينيكِ حين ينهض الضوء
ويعرف طريقه أخيرًا
كأن اللحظة تستقر في مكانها
ومن هذا السكون تولد النهاية

وقلبي يعرف السكون كما عرفه في غيابكِ
حين تمرّين يتشكل المعنى كما لو كان ينتظركِ
أنتِ الغياب الذي يعلّم الحضور أن يولد من جديد
وأنتِ النار التي تجعل الطين يتشكل حياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock