كتاب وشعراء
توقيتات…..بقلم فاضل عباس

توقيتات
الوقتُ: الآن.
كأنه بابٌ مفتوح لا يُرى، ندخله دون أن نشعر، ونخرج منه قبل أن نلتفت. لا يحمل ساعة، ولا يعترف بالانتظار. يحدث فقط، ثم يترك خلفه ارتباكنا.
التاريخُ: الآن.
ليس لأن الماضي انتهى، بل لأنه لا يكفّ عن العودة متنكّرًا في هيئة لحظة. كل ما كان، يطلب مكانه في هذه الثانية بالذات، وكل ما سيأتي يتخفّى في نبرة هذا النفس.
والآن ليس الآن.
لأن اللحظة حين نلمسها تتحوّل إلى ذكرى، وحين نسمّيها تفلت. كأنها ظلّ يمشي أمامنا، لا يلحق بنا ولا نلحق به. نحن نعيش في اقترابٍ دائم من شيء لا يثبت.
الآن مسافة خفيّة بين نبضتين،
ارتعاشة لا تُرى،
صمتٌ يمتلئ بما لا يُقال.
نحن لا نملك الوقت،
ولا التاريخ،
نملك فقط هذا الوهم الجميل
أننا هنا،
في لحظةٍ تشبه الحضور
ولا تشبه نفسها









