الكاتب والقارئ: الحوار المفقود….بقلم نجمه آل درويش

سواء كان الشخص محترفًا في الكتابة أو مبتدئًا، لاحظت أننا نفتقر للمتفاعلين مع من يكتب، ومشاركته الكتابة بوضع تعليق على موضوعه، أو حتى الإسهام معه في تطوره بكتابة آرائنا في طريقته وأسلوبه، وفيما يتناوله من مختلف المواضيع.
لا أعتقد أبدًا أننا لا نقرأ. نحن نقرأ، لكننا نخاف من إبداء آرائنا، خصوصًا إذا كان الكاتب من نفس منطقتنا وقريتنا. مشاركة الآراء على المنصات لها ثمارها التي تصحح وتغير مجتمعنا للأفضل، للكاتب والقارئ لا فرق. كما أن الكاتب ليس شخصًا مثاليًا؛ فهو فرد من المجتمع يحتاج للقارئ ليطور مساره، ليفتح نوافذ على عالم أوسع وأرقى.
القراءة للفهم لا مجرد النظر
ذكرت في سورة العلق أمر من الله بالقراءة بشكل خاص، وكما ذُكر في آيات عديدة أخرى.
وأستغرب حقًا أن بعض الناس لا يزالون لا يؤمنون بأن للقراءة فوائدها على حياتهم، رغم أنها أمر من الله. يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.
فلماذا نقرأ فقط بالعين ونترك مجال القراءة الأوسع، وهو قراءة الأوضاع الجماعية بعين الكاتب والحوار معه فيما كان صائبًا أو خاطئًا؟ لماذا نمر مرور الكرام عند تشكيل فكرنا بما يناسب حياتنا؟
التفاعل السطحي مقابل المحتوى المفيد
نلاحظ أننا غالبًا كالمسافرين الصامتين عند قراءة مقال هادف، بينما نكون متفاعلين مع أمور سطحية كثيرة.
تخيل عندما تحصد صورة شخصية أو أخبار خاصة لشخص مشهور ملايين التفاعلات، بينما المقال المفيد يمر مرور الكرام، رغم أنه يضيف للقارئ معرفة وفهمًا.
فالكاتب والقارئ يحتاجان بعضهما، لكن القارئ هو من يفتح للكاتب آفاقًا جديدة، ويمنحه رؤى لم يكن يراها وحده.
خاتمة
يقول الشاعر النيجيري بن أوكري:
“القراءة، إذن، هي إنتاج مشترك بين الكاتب والقارئ…”









