لماذا لا يتوقف ترديد اسم “مصر” في الإعلام الأميركي اليميني خلال الفترة الأخيرة وما علاقته بـ”نظرية مؤامرة” مقتل تشارلي كيرك..

كتب:محمد شهود
في كلمتها خلال فعالية Turning Point USA لفتت إريكا كيرك زوجة تشارلي الذي قتل قبل أشهر، والرئيسة التنفيذية الجديدة للمنظمة، لفتت إلى أن الفعالية التي حضرها كبار ورموز اليمين الأميركي، حضرها ممثلين عن 25 دولة.. ثم أمسكت بورقة في يدها وقالت مبتسمة و”ليس من بينها مصر”.. ثم أكملت وهي تضحك أنه “الآيباد اشتغل” فجأة مع ذكر اسم مصر.
ترديد إريكا لاسم مصر وإن كان في إطار “هزار” لكنه يأتي في أعقاب أسابيع من الأسئلة التي يتردد فيها اسم القاهرة في الإعلام الأميركي ضمن نظرية مؤامرة تحوم حول مقتل تشارلي كيرك، حتى في لقائها الأخير على شبكة CBS سئُلت عن هذا الموضوع. فمنذ اغتيال الناشط المحافظ في 10 سبتمبر في فعالية بجامعة Utah Valley University بولاية يوتا، واعتقال تايلر روبنسون (22 عامًا) واتهامه بالقتل العمد مع اتجاه الادعاء لطلب عقوبة الإعدام انتشرت على الإنترنت موجة “نظريات” حاولت تفسير الحادث بما يتجاوز الرواية الجنائية الأساسية.
أبرز هذه النظريات، نظرية الطائرة المصرية.. والتي ارتبطت باسم إريكا كيرك وباسم المعلقة ومقدمة البودكاست كانديس أوينز.
________________________________________
1. من أين بدأت “نظرية الطائرة المصرية”؟
بحسب ما روجت له كانديس أوينز في محتواها، الفكرة الأساسية كانت الآتي:
• وجود طائرة يُشار إليها بأنها “مصرية/عسكرية مصرية” في بيانات تتبع الرحلات أو مسارات طيران (بحسب ادعاءات متداولة)؛
• ثم الزعم بأن هذه الطائرة ظهرت/تقاطعت مع تحركات مرتبطة بإريكا كيرك (وأحيانًا تشارلي كيرك) قبل الاغتيال أو في محيطه؛
• ومن هنا قفزت النظرية إلى: “هل كانت هناك مراقبة/تتبع؟ ولماذا؟”
ملاحظة مهمة جدًا: حتى في التغطيات التي نقلت كلام أوينز، ذُكر صراحة أنه لا توجد أدلة علنية حاسمة تدعم هذا الربط.
________________________________________
2. ما تفاصيل النظرية “كما أُثيرت” خطوة بخطوة؟
هذه هي الحبكة التي تم تداولها/تضخيمها في السوشيال ميديا، مع نسبتها لأوينز ومروجيها:
1. ادعاء “تتبع” إريكا عبر طائرات
أوينز تحدثت عن أن “طائرات مصرية” كانت “تتبع/تراقب” إريكا أو تتحرك بطريقة متزامنة مع سفرها، وجرى تداول رقم “تقاطعات كثيرة” (في روايات متعددة).
2. الربط بيوم الاغتيال
جرى طرح سؤال: هل ظهرت طائرة من هذا النوع قرب يوتا/بروفو أو في نطاق زمني قريب من الحادث؟ ثم استُخدمت هذه الفكرة لتلميح إلى “طرف أكبر” من مجرد متهم فرد.
3. قصة “ديلاوير/ويلمنغتون” و”التسليم”
أوينز قالت إنها تلقت “معلومة” تزعم أن الطائرة كانت في ديلاوير بهدف “تنسيق تسليم/لقاء” مع جهات فدرالية (ذُكر منها الخدمة السرية والمباحث الفيدرالية FBI/Secret Service/DEA
وارتبطت القصة بعنوان محدد: One Rodney Square – 920 North King Street, Wilmington, DE.
4. ثم جاءت “لحظة الانقلاب” في نفس الرواية
تقارير لاحقة أشارت إلى أن هذا العنوان الذي قيل إنه “يقود للجهات” هو — وفق ما تم تداوله — عنوان مكتب محامي أوينز نفسه، ما أثار اتهامات بأنها “تعرضت لمقلب/خدعة” بمعلومة مزيفة.
________________________________________
3. أين تدخل إريكا كيرك في القصة؟
إريكا تحولت إلى محور مباشر لأن النظرية تقول إن الطائرة كانت “تلاحقها”، ولأنها — بعد مقتل زوجها — أصبحت الوجه العلني الأهم داخل TPUSA.
وفي لقاء منسوب لبرنامج تشارلي كيرك/مقابلة مع باري ويس وCBS، قُدم لها سؤال مباشر عن “الطائرات المصرية”:
• إريكا قالت إنها تعتقد أن تايلر روبنسون قتل زوجها وأن الناس “تبحث عن قصة أكبر” أحيانًا بلا داع.
• وردت بسخرية على “فكرة الطائرة المصرية”، وقالت عمليًا: لو عندكم شك… راجعوا سجل سفري، ووصفت “الـ flight log” بأنه “ممل”.
• وعندما سُئلت ماذا تقول لكانديس أوينز ومروّجي هذه الروايات قالت كلمة واحدة: “Stop”.
كما أن تقارير لاحقة تحدثت عن لقاء طويل بين أوينز وإريكا بعد تصاعد السجال، في سياق محاولة “تهدئة/توضيح” ما يجري.
________________________________________
4. طيب… ما “علاقة مصر” فعليًا؟
مصر دخلت في الحكاية من زاوية واحدة فقط: لأن الرواية المتداولة تُسمي الطائرة “مصرية” (وأحيانًا “عسكرية مصرية”) بناءً على بيانات/تفسيرات متداولة لتتبع الرحلات.
لكن حتى الآن، ووفق ما نُشر في تغطيات تناولت القضية والسجال الإعلامي:
• لا يوجد إعلان رسمي علني يثبت وجود “تورط مصري” أو “عملية مصرية” مرتبطة بالاغتيال.
• وأوينز نفسها — عندما وُوجهت بالضغط الإعلامي — أقرت أنها لا تعرف يقينًا إن كانت نظرياتها صحيحة، وبأنها لا تملك “دليلًا ملموسًا” على نقاط بعينها.