اللغة العربية بين الماضي والحاضر…بقلم محمد عبد اللاه

أَ ( عُـكَـاظُ ) جَــدِّدْ سـالـفَ الأمـجــادِ
وأَعِـــــد إلـــيـــنـــا روضــــةَ الأجـــــدادِ
وأَنِـــر نُـهـانــا بـالــبــيــانِ , ولـفــظِــهِ
وامـلأ قــلــوبَ بـنـيـكَ حُــبَّ الــضــادِ
واجـعَــلْ خُـطـاهُـم لـلـعــروبـةِ دربَـهــا
وفـصـيحَ مـنـطــقِـهـا لــسـانَ بـلادي
واجمَع قـلـوبَ الـقـومِ حـولَ لسانِهـا
واطـــرح بـعـــيـــدًا ألـــسُــنَ الـحُــسَّــادِ
وانــشُــر تـألـقَـهـا , وعُـمْـقَ بـيـانِـهــا
وبـــديـعَ فـحــواهــا , وصَـــوْغَ مِـــدادِ
وأَعِــد إلــيـهــا رُوحَـهــا , وجَـمَـالَـهـا
فــجــمـالُـهــا كــالــنــورِ في الأعــيــادِ
******
لـغــةٌ تـراهــا كـالـشـمـوسُ حُــرُوفُـهــا
ولـهـا مـعـــانٍ كـالــمـحــيــطِ الـهـادي
ومعَ انـسجـامِ قـصـيدِها , ومقـالِهـا
صــورُ الـخــيـالِ كـصـقـرِهـا الصـيَّـادِ
نـقـلَـتْ إلـيـنـا الـشـعــرَ مـنـذُ مُحـاقِــهِ
حـتـى غـــدا بـــدرًا , وصـار يُــنـادِي
وغــدا بـهــا بـيـن الـفــنـونِ حــديـقــةً
غَـــنَّــاءَ تـــزهُــــو بــالـــشـــذا الــمَــيَّــادِ
يـصِـفُ الـنـوازلَ والـمـنازلَ والـهـوَى
والــنــورَ , والــظــلــمــاءَ بــالإنــشــادِ
يصِـفُ الـمـشاعـرَ والشعـائـرَ حيثما
جـعــلَـتْ حـيـاةَ الــنـاسِ دونَ سَــوادِ
حــتـى غــــدا لــلــعُـــربِ ديـــوانــًـا بــــهِ
– من عهدِ يَعرُبَ – عَالَمُ الأضدادِ
الحـربُ والـسـلمُ والـتَـرحالُ منهجهُـمْ
والحُبُّ والبغضُ والسَيَّافُ والحادي
******
لُــغــةٌ تــشــرَّفَ لــفــظُــهـــا بـكــتــابِــنــا
يـدعــو لـحُـبِّ الـخـيـرِ لـيـسَ يُعادي
بِـهِ يـسـتـريحُ الـقـلـبُ عـنـدَ سـماعِـهِ
ولـه تــتــوقُ الــنــفـــسُ فـي إسـعــادِ
في كلِّ حرفٍ – إن تلوتَ كلامَهُ –
عَــشْـرٌ من الـحـسـنـاتِ – فـي أورادِ
وإذا تَـــلَــــوْتَ جـــمـــيـــعَـــهُ فــي وِردِهِ
صــارَ الــشـفـيعَ لـمـن تـلاهُ يُـهـادِي
وإذا هـجـرتَ , وصـار عـنكَ مُغَــيَّـبـًا
فـاعــلـم بــأنــكَ صِـــرتَ فـي إبــعــــادِ
طُـوبَـى لـمـن قــرأَ الـكـتـابَ , ومـثـلَـهُ
نــبـعَ الــفــصـاحــةِ سَـــيِّـــدَ الأســيــادِ
******
أَ ( عُـكـاظُ ) , طـبِّـبْ ما ألمَّ بحرفِها
مـن ( أَمـرَكَـاتٍ ) لـلأُصُـولِ تُعَـادِي
كـتـبُـوا بــديـلاً لـلـفـصـاحــةِ عُــجْــمَـةً
فـي لافــــتـــاتٍ قــــد مَــلَأْنَ الـــــوادِي
أســرِع بـتعـريـبِ الغــريـبِ , ونَـجِّـهـا
مـــن أعـــجـــمــيِّ الـــقـــــولِ لــــلأولادِ
أنـقِــذ لــســانَ الـقـائـمـيـن بـغــرسِـهــا
مـن اعــوجـاجٍ , وانــتــشــارِ فــســادِ
فـهـنـاكَ مـنـهـم مـن يَــجُـــرُّ فــواعـلاً
أو يــنــصُـــبُ الــمــرفـــوعَ بـالإســنــادِ
ويَـــرَوْنَ أن الــفِــعـــلَ مــن أحــوالِــهِ
الجــرُّ مــثـلُ الاسـمِ كـ( الأصــفــادِ )
والاســمَ فـعـلاً , والـمـعــارفَ مُـنـكَــرًا
والــمُــنـكَــرَاتِ مــعــارفــــًا كَـ( نَـــوَادِ )
******
وهـناكَ مـن يـسـعَـى لمحوِ حروفِهـا
ويُــريــدُ طــمـسَ ضــيـائِـهــا الــوَقَّـــادِ
فـيصـولُ شَـرقـًا , أو يجـولُ مُـغَـرِّبـًا
يــصــبــو لـهـــدمِ قـــواعـــــدِ الأطــــوادِ
فـإذا بِـهِ الـصخــرُ الـعــظــيـمُ أمـامَـهُ
فـــيـــروحُ يــنــأى يـائــسَ الأحـــقـــــادِ
فهي الرشيدةُ , والفريدةُ في الـبِـنـا
وهي الأصالةُ , والسنا , والشادِي
وهي الـعَــلـيَّـةُ , والـنَّـدِيَّـةُ , والـمُـنَى
أُمُّ الــلُّـــغَــــاتِ , ونــجــــمـــةُ الـــــرُّوَادِ
وهي الــتي يعـلـو الـفـقـيـهُ بـعـلـمِـهـا
فـوقَ السـحـابِ مُـعــلِّـمـًا , وقـيـادي
فــالـحــرفُ تـعــبـيــرٌ أصــيــلٌ لـلـفــتَـى
عـلـمــًا , وديـنــًا, مـوطـنـًا , ومَـبَـادِي
******
فـاعـلَـمْ ( عُـكـاظُ ) بـأنَّ كـلَّ بـلادِنـا
ألـقَـتْ بعُــرضِ الأرضِ قـولَ الضـادِ
واعــلَــمْ بــأنَّــا قـــد فــقــدنــا مــجــدَنــا
لـــمَّــا فـــقـــدنــــا ســـالــــفَ الأمــجـــادِ









