كتاب وشعراء
تحليق نحو الحقيقة و العدم… تاخر أنور / مصر

كرضيعٍ لم يختَرِ البُكاءَ ليخبرَكم
“أن به خَطبًا ما”
كنتُ أفعل ما أجيده فقط…
آسفٌ على الإزعاج؛
أنا لم أختركم كذلك…
لكن قدميَّ صغيرتان على الرحيلِ
ولم يمنحني اللهُ حقَّ العودةِ إلى الغَيبِ
. . .
أملِكُ الآن قدمين كبيرتين وخيالًا
يُنبِتُ لي أجنحةَ الرحيلِ؛
وكشاعرٍ لا يُجيدُ سِوى الكلماتِ
سأزعجُكم كثيرًا
حين أُحلِّقُ
وتُمطرُ السماءُ بما لا تفهمون
. . .
أنا لم أختركِ أيضًا…
فقط اصطدمتُ بكِ في سماءٍ ما فسقطتِ!
قبل أن تتعلَّمي لُغةَ الطَّيرِ ويكتملَ جناحاكِ…
لينصبوا لكِ الفِخاخَ ويَطلوا الأقفاصَ بالذهبِ
. . .
آسفٌ لأنَّني منحتُ جناحيكِ رِيشًا ملوَّنًا وقصيدةً تُزعجُكِ للمرَّةِ الأخيرةِ؛
أنا لا أعرف الطريق إلى الغَيبِ
لكنَّني أُحلِّقُ نحو الحقيقةِ والعَدَم









