ممرّات موصدة…بقلم زيان معيلبي

بوحٌ شريد
يتعثّر عند عتباتٍ صدئة
يدحرج أسئلته
على إسفلت الأيام المقفلة
وينتظر فصلًا
تعب من الوعد…
فلم يأتِ
بين همسٍ جارح
وغمزٍ ينهش الصبر،
يتآكل الانتظار،
فأطرق أبواب الصمت
الثقيل
علّ قسوته
تكون آخر ملجأ
حين تتخم السماء
بسحبٍ سوداء
لا تعرف المطر
أحيانًا
تراني مغمض العينين
أمشي بلا نيةٍ للبقاء
فكل الأمكنة
تشبه المنافي
سجونٌ متشابهة
وإن سرقت أعمارنا
تبقى—على قسوتها—
الملاذ الأخير
حين تُغلق نوافذ الرجاء
هي وحدها
تربّت على الجراح
حين تصدّ الأبواب
وحين يُحبس العصفور
خلف قضبان الواقع
وتُنصب المتاريس
وتُعلَّق المشانق
في أعناق الأحلام
يهاجر الحلم
دون أن يلتفت
اصنع من العالم
زاويةً تخصّك
فالعالم كما نريده
لا يشبه العالم كما هو
نحن نطلب الحياة
كما وُلدت
نقيّة من المطبات
لكن الربيع—
هذا العام أيضًا—
يؤجّل حضوره
كأنه اعتاد الغياب
وألف التأجيل
قلبي
ما زال يناور
يتخبّط في بقايا أمل
فنحن الوقود
الذي لا يُستغنى عنه
نملأ المقاعد
عند الحاجة
ونغادر
دون أن يُلتفت إلينا
لا تُبعد حلمك كثيرًا
يا صديقي
ولا تُكثر الكلام
في زمن العقم
فالعدالة
لم تعد تخرج مخالبها
إلا في الحكايات
كن جميلًا
وصبورًا
وصادق الحزن
كي لا تتكاثر التهم
واترك للحلم
فسحة راحة
لعلّ القلب
يخفّف عن نفسه
ضيق الليالي
وأوهام النجاة.









