إليكِ أكتب….بقلم حسين الغزي

إليك اكتب
لا كحرفٍ يلهو على الورق،
بل كصرخةِ نجمٍ يفتتح ليلًا جديدًا،
كأفقٍ يمدّ جناحيه على البحر،
ويعلّم الموج أن العشق ليس ارتطامًا،
بل انسيابٌ يفتح للروح أبوابها.
أكتبكِ كأنني أزرع في الصحراء أنهارًا،
وأعلّم الرمال أن تزهر،
كأنني أوقظ في الغيم ذاكرة المطر،
وأعيد للريح أغنيتها الأولى،
لتعرف أن الحب ليس وعدًا،
بل حضورٌ يملأ الغياب بالضياء.
أكتبكِ لأنكِ لم تكوني بدايةً فقط،
كنتِ ارتحالًا في مجرّات القلب،
كنتِ لغةً لم يعرفها لساني،
لكنها سكنتني حتى صرتُ أنا بها،
كنتِ جسرًا بيني وبين نفسي،
وكنتِ مرآةً تكشف وجهي حين غاب عني.
علّمتِني أن العشق ليس طمأنينةً وحسب،
بل هو جنونٌ يليق بالنجوم،
هو ارتجافُ الكواكب حين تقترب،
هو ارتحالُ الطيور بلا خارطة،
هو أن أكون أنا وأكون أنتِ،
في آنٍ واحد، بلا حدود ولا أسماء.
أكتبكِ لأنكِ حين أحببتِني،
لم تُعيديني إليّ فقط،
بل خلقتِني من جديد،
كأنني لم أعش قبل حضوركِ،
كأنني لم أعرف نفسي إلا حين صرتِ مرآتها،
كأنني لم أتنفّس إلا حين صار هواؤكِ صدري.









