كتاب وشعراء
هذا الماءُ الراكدُ…..بقلم محمد راغب عبد الصبو

هذا الماءُ الراكدُ
منذُ أعوامٍ لم يتحرّك بعد.
لم ينبتْ على الضفاف
غيرُ الشوكِ والألم.
لم ينبتْ غيرُ
الإماءُ والعبيد.
جرحٌ تلوَ جرح،
والمخاضُ كاذب،
واللحنُ جنائزيٌّ
يطوفُ حولنا.
من يرسمُ الفجرَ
نورًا،
لتزهرَ في ساحاتِ الصمتِ
ألفُ يدٍ
توقدُ القناديل،
تمسحُ دمعةَ طفلٍ
مات أبواه
حين انفجرتْ
مدنُ الطين،
ليتعانقَ الدمُ مع التراب.
عشقُنا أضحى حلمًا
يضيع،
ويضيعُ كلما اقتربَ الفجرُ
من أن ينير.
أتُثمرُ الغصونُ
أم يقطعونها
في ساعاتِ
الهجير؟
كلُّ الأرصفةِ هنا
تُخبرُ المارّةَ
كم عانى الليلُ
من جراحِ العابرين.
شوقٌ يعاندُ القلوبَ
فتسافرُ مع الموج،
وتعودُ
كلما لاحَ ضوءٌ
بعد ليلٍ طويل.









