علاء عوض يكتب :بعد قصف السعودية صباح اليوم

أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من سفينتين قادمتين من الإمارات بميناء المكلا جنوب اليمن .
لم تكن تلك الضربة السعودية في ميناء المكلا مجرد عملية “محدودة” ضد أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من سفينتين قادمتين من الإمارات، بل كانت ترجمة عملية لقرار سيادي ، ورسالة مكتوبة بالنار بأن جنوب شرق اليمن خرج من دائرة المساومة. والمشاريع المشبوهة يؤكد ذلك
انه في التوقيت ذاته، أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات، وطالب بخروج قواتها من كامل الأراضي اليمنية خلال أربع وعشرين ساعة.
هذا التزامن ليس صدفة، بل تناغم سياسي–عسكري يعكس أن القرار لم يُتخذ في لحظة غضب، بل بعد استنفاد مرحلة كاملة من إدارة الخلاف.
كما أكدنا ذلك في مقال الجمعة الماضية بعنوان حضرموت وأرض الصومال .
فحضرموت والمهرة ليستا جغرافيا يمنية فقط، بل عمقًا جيوأمنيًا سعوديًا خالصًا.
ومن لا يفهم هذه الحقيقة، لا يفهم كيف تفكر الدول حين تشعر بأن حدودها الاستراتيجية تُمس.
هنا لا نتحدث عن نفوذ محلي، بل عن:
خريطة الطاقة،
منافذ بحر العرب،مفصل الربط بين باب المندب ومضيق هرمز
والقدرة على التحكم في شرايين التجارة العالمية.
ولهذا تحديدًا، لن تسمح الرياض لأي قوة — مهما كانت شريكة بالأمس — أن تعبث بهذه المساحة الحساسة. ومن ثم تصدير الفوضي للعمق السعودي وخاصة المنطقة الشرقية وإعادة إحياء مشروع مملكة البحرين الكبري الشيعية.
ما نشهده اليوم هو انتقال الصراع من مرحلة إدارة الخلاف مع الإمارات، إلى مرحلة فرض الخطوط الحمراء بالقوة.
وكما قُصفت الأذرع الإماراتية في اليمن، فإن المسار التالي بات واضحًا:
تقويض المشروع الإماراتي–الإسرائيلي–الإثيوبي في أرض الصومال، خصوصًا بعد أن أغلقت واشنطن الباب نهائيًا أمام الاعتراف بـ“أرض الصومال امس الاثنين وأعادت التأكيد على سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
وهنا تتجلى إحدى أقدم حكم السياسة الدولية
“السياسة هي فن الممكن… لكن القوة هي التي تحدد حدوده.
واذا كان نتنياهو اعترف بأرض الصومال كدولة فإن الرفض المصري التركي السعودي والتهديد باستخدام القوة في القرن الافريقي لم يجبر أمريكا فقط علي إعلانها عدم الاعتراف
بل اصاب دولة مثل إثيوبيا بالشلل كان من المتوقع أن تعلن خلف إسرائيل الاعتراف بدولة أرض الصومال..
الإمارات اليوم تواجه حصارًا جيوسياسيًا مركبًا:
عزلة إقليمية متنامية،
انسداد في مسار أرض الصومال،
تراجع الغطاء الدولي،
وتآكل أذرع النفوذ بالوكالة.
وفي هذا السياق، يصبح تفكيك ذراعها في غرب السودان (حميدتي) ليس احتمالًا، بل مسألة توقيت، في ظل دعم واضح ومطلق من الرياض والقاهرة و أنقرة للجيش السوداني، باعتباره خيار الاستقرار الوحيد في معادلة البحر الأحمر والعمق الإفريقي..









