أنفخُ علكةً زَهرية …..بقلم ندي الشيخ سليمان
كُلُّ شيءٍ يَميلُ قليلًا
الهَواء
الأصوات
الذّاكرة
برجُ بيزا
رأسُكَ الآن أيضًا يَميلُ
ليُوازِنَ وَجَعَ العالَمِ الخَفيّ
المُتَّكِئَ على الانكسار
.
الطُّرُقُ تحفِرُ في ذاكرتِها
خُطى العابِرين
وتَحفَظُ أسماءً
كُتبت بالدمِّ الحارِّ
ثمَّ تَنساهُم
حين يَذبلُ العوسج
وتَبرُدُ العِظام
.
في المرايا
يَرتَعِشُ الضَّوء
باحثًا عن مَعناه
يَرقُصُ
كي لا يَغيب
.
الوَقتُ
ماءٌ يَتهجّى المَسام
ويَترُكُها أكثرَ عَطشًا
كُلَّما حاوَلَ أن يَسكنَ الأصابِع
.
الحُبّ
ليس وَعدًا
بل ارتِباكٌ جَميل
يُشبهُ اقترابَ نَجمةٍ
من نافِذةٍ مفتوحة
يَمسِكُ القَمَرَ مِن أُذُنَيْهِ
ويُدخِلُ الغَيْمَةَ في المُخَدَّة
.
الحُبُّ كَلبٌ أليف
يَهُزُّ ذَيلَهُ راكِضًا وَرائي حين أَهرُب
ويَعوي هارِبًا
حين أُطارِدُهُ
لأُطعِمَهُ بِيَدي
.
الحُبُّ يَنتَهي كما بَدأ
غَريبٌ صادَفَ غَريبًا
.
الفَقدُ
ليس غيابًا
بل امتلاءٌ فائِض
يَتَسرَّبُ
على هيئةِ حَنين
وقَبضةٍ من رَوائحَ حَبَقيّة
.
تحتَ الجِلد
تَتهجّى الرُّوحُ وَجَعَها
كما الأَشجار
تَرفَعُ السَّماء
.
أَنفُخُ عِلْكَةً زَهرِيَّة
تَنفَجِرُ
وتَلتَصِقُ بِوَجهي
هُنا
حيثُ الصَّمتُ
لا يَطلُبُ خَلاصًا
بل فَهْمًا
لِلُعبةِ النَّرد









