كتاب وشعراء
محاولة … زكريا شيخ أحمد / سوريا

أحاول أن أكون شخصاً إيجابياً ،
أبتسم للمرآة كل صباح
كي لا تشتكي عليّ.
أقول لنفسي:
لا بأس… ما زلت حيّاً،
و هذا بحد ذاته
إنجاز لا يستهان به في زمنٍ
يُقتل فيه الأحياء على مهل.
العالم يسير نحو الهاوية بخطى واثقة
و نحن نصفّق له
لأننا لا نملك فكرة أفضل.
أشرب قهوتي بسلام، أتابع الأخبار بحياد
و أتعاطف مع الضحايا
ضمن الوقت المسموح به.
ثم أعود إلى حياتي ، هذه الحياة الصغيرة
التي أحاول ترقيعها يومياً ببعض النكات
و كثير من التجاهل.
قالوا لي: كن قوياً .
فصرتُ أتقن التظاهر بالقوة
إلى درجة أن الحزن نفسه
صار يصدقني أحياناً .
لا شيء يدعو للضحك و مع ذلك نضحك،
لا شيء يدعو للبكاء، و مع ذلك نبتلع دموعنا
باحتراف.
ربما هذه هي الشجاعة:
أن تسخر من الخراب دون أن تنكره
و أن تعترف بالحزن دون أن تمنحه
شرف الانتصار.









