كتاب وشعراء

لا غيري فراشة تتنقل …..بقلم رشا السيد أحمد

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

لا غيري فراشة تتنقل
معك بين الهنا و الهناك
بين الرؤى والحلم
بين تنهيدتين و ابتسامة ملونة بالحب
فراشة تنثر كحلها على أزهارك
على هدبك و على دروب الحرير المحلقات
فالأنقياء غرباء على الأرض
أخبرتك ..
يمكن أن أكون شريكة لكل العقول التي تسافر في البعيد
وقد لا أكون ..
أتفرد بسفري
لكن حتما أنتَ شذرة الروح
قبلك كانت تسرقني حدائق الشِعر
ِأبحث فيها عن البيت المرصع بالرؤى أبحث عن المجاز العميق الذي يرسم مدن قلبي
أبحث عن عالمي الماورائي الدافىء
لكني بالحقيقة لم أكن أعلم بأن روحي كانت تبحث عنكَ
حتى وجدتك تزورني في الرؤى قبل أن تزورني على طرقات السفر
أنا لست تلك القصيدة الانطوائية ولا تلك القصيدة الحزينة أنا تلك القصيدة العاشقة المحلقة في سماوات اللازورد تصادق العنادل و الفراشات تقرأ منها رقص الألوان بشغف شديد
تتعلم منها أسرار الكون
لكني لم أكن أعلم أن ابتسامة رجل
تلتمع عينيه بذكاء أحد من طرف سيف دمشقي
ستأسرني دون أن أدري
أخبرني يا عاشق الصحراء
كيف أنت و السمر في الأمداء المفتوحة
هل تناجي رب السماء
فأنت الزاهد الذي يقضي ليله يتبتل بينما الوله يغرق قلبه
أم أنك في ساحات الحروب ..
بينما ترتدي ثوب الحضارة بحكمة
كيف تخط القصائد في غيابي ؟؟!
هل تخطها على دفاتر النور
هل تسافر على باسطة المساء تقرأ قصص النجوم
بينما الطوفان يُغرق الكون
هل تبذر القمح في سهول الشعر
و تزرع القصائد العاشقة في حقول السمر قبيل أن يبزغ الفجر أم تقرأ في كتابنا السري
ما زلت نجماً تفرد بضيائه الخفي والظاهر
نجم خرج من اسطورة يحمل في عقله منظومة من أزاهير النور و التحدي و في قلبه ينبوع المعارف..
آه من الوقت الذي نفذ قبل أن تقرأ لي آخر قصائد الشوق
قبل أن تسكب كأس الوداع
لم يمنحني الوقت لأكون أنا كما أنا في الساعات الأخيرة
أخاف عليك من ألا تستطيع
البوح للسطور في البعد أن تنسى التوجع حين يقض مضجعك الحنين
و أخاف في بعدك أن أنسى صوتي في القصائد ذاك الذي كان يسامرك كل حين
و أخاف على عصافير قلبي أن تمنعها الأبواب الموصدة …
من أن تلقي عليك قميص أشواقي لتمسح عن عينك التعب
أخاف ألا تستطيع إلتقاط الحنطة من سهول قلبكَ و فرط الرمان من شفتيك
و تحيل العشق كل صباح لثورة من جمال
و أبقى أنتظرك على حافة الكون
لي أمنية أيها العام خذي بأيدينا لسكينة و سعادة لا تغيب .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock