سعيد أشرقي (RaayZo).. نغمة مغربية متجددة تُحلّق في سماء الموسيقى المعاصرة
كتب:: عبد المجيد رشيدي
في عالم الموسيقى الحضرية حيث تتعدد الأصوات وتتكرر القوالب، يبرز اسم الفنان سعيد أشرقي، المعروف فنياً بـ RaayZo، كحالة فريدة تجمع بين العمق الفني، والصدق الشخصي، والهوية البصرية الجريئة، لا يقدم RaayZo مجرد موسيقى، بل يبوح بسيرته الذاتية على شكل إيقاعات ونصوص حقيقية، تعكس صراعاته اليومية، أحلامه، وجراحه، في قالب فني لا يخلو من الإبداع.
الفنان سعيد أشرقي، الذي بدأ رحلته في عالم الفن من قلب الشارع، لم يكن يوماً فناناً تقليدياً، اختار أن يكون صوته مرآة للواقع، بلا تزييف أو أقنعة، أغانيه تمثل “جسرًا” بينه وبين جمهوره، حيث يروي قصصاً من الحياة اليومية، ويحول التجارب إلى كلمات تضرب في العمق، لا مكان للمصطلحات الفارغة أو الاستعراض السطحي في فنه، كل بيت موسيقي هو اعتراف، وكل مقطع هو شهادة صادقة عن حياة لم تكن سهلة.
تجلّى هذا العمق الفني بشكل واضح في تعاونه الأخير مع الفنان DZII من خلال العمل المشترك «MODARIGAT»، وهو مشروع موسيقي بصري يدمج بين طاقة الـDrill، وقوة الحضور، والإبداع البصري، بإخراج المبدع معتز دوسري، في هذا العمل، ظهر RaayZo بمظهر الفنان الناضج الذي لا يكتفي بإلقاء الكلمات، بل يعيشها على المسرح وفي التصوير،
العمل حمل أجواء داكنة مكثفة، ومؤثرات بصرية تخطف الأنفاس، عكست القتامة التي تسكن بعض زوايا المجتمع، وعبرت عن التوترات الداخلية التي تعيشها الأحياء الهامشية. سعيد أشرقي (RaayZo) لم يكن فقط مؤديًا، بل جزءاً من رؤية فنية شاملة صنعتها الثقة بينه وبين طاقم العمل.
اللافت في رحلة الفنان سعيد أشرقي أنه لا يسعى للشهرة السريعة، بل يبني هويته بصبر، خطوة بخطوة, كل أغنية يصدرها هي مرحلة في صعوده الفني، وكل كليب هو نافذة جديدة على عالمه الخاص، يتميز بأسلوب “روائي” في السرد الغنائي، حيث تسير الموسيقى جنباً إلى جنب مع قصة ذات أبعاد إنسانية وفلسفية.
إنه صوت من الهامش، لكنه لا يقبل أن يبقى هناك، صوته اخترق الصمت، وفنه بات يشكل أحد الملامح البارزة في المشهد المغربي الجديد، خاصة في موجة الـDrill التي تجد في RaayZo صوتاً مختلفاً، واقعياً، وواعياً.
الفنان سعيد أشرقي ليس مجرد اسم جديد في الساحة، بل مشروع فني كامل يُعيد تعريف مفهوم “الراب الحقيقي”، حيث الكلمة مسؤولة، والرؤية واضحة، والهوية الأصيلة تفرض نفسها بقوة.









