” رسالةٌ أخيرة إلى الإنسانيّة “
يطرقُ بابَ بالـي
طفلٌ ربيبُ التشرّدِ
كلّما تسكّعتْ فوقَ خدّي دمعةٌ ثكلـى ..
أيّها الطفلُ الماضي في عذاباتي
متى يغدو حاضرُ عينيكَ أحلى ..
أيّها النائمُ بينَ ضفتي جرحِ الزمن
تكبرُ ..
رغمَ أنفِ النوائبِ
تكبرُ ..
رغمَ أنفِ المِحن
ما ذنبُ يديكَ ؟
إن كان ليس لديكَ أباً وأمّاً وأهلا ..
أراكَ تسكبُ روحَكَ على أحذيةِ الناسِ
لتطهرَ دنسَنا الداخليَّ
لتطهرَ الدرنَ والرجسَ ..
تسكبُ روحكَ لتجنيَ خمسَ ليراتٍ
من عرقِ جبينكَ الصغير ..
يا أميرْ
خذني – فدا عينيك – أحاربُ زيفي
أنا البشرُ ، وكلَّ حماقاتي
يا أميرْ
الثروةُ تجّارٌ كفّارٌ
الثروةُ لا تعرفُ شكلَ الرحمة
حذفتْ من قاموسِكَ مفردةً تدّعى ” الخبزَ “
فكيفَ ” اللحمَ ” ؟
الثروةُ بنتُ زنا
منبعُها – لا شكّ لديك – حرامْ
منْ يملكُ رحمةَ ابنِ العذراءْ؟
من قرأ زكاةَ الإسلامْ ؟
الثروةُ أختُ حرامْ
إخراجُ قيدٍ دونَ طوابعْ
فرّمتْ سِحرَ يديكَ
خلّتكَ دونَ أصابعْ
ملعونٌ من يسكنُ قصراً
وأنتَ تنامُ بلا أشلاءٍ
يطعنكَ البردُ وحيداً في الشارع ْ
ملعونٌ من يملكُ قافلةَ حريرْ
وينامُ حقيراً دونَ ضميرْ
وأنتَ لا تملكُ شبرَ قماشٍ
ليردَّ عنكَ الموتَ لوهلة
يا أميرْ
يا من تسكنُ فيّ
خذْ ما لديّ
خذْ من كبدي تفاصيلكَ الأغلى ..
عشْ سعيداً
لتغدو الدنيا في عينيّ .. أحلى