أنها مجرد إبتسامة ، ….قصيده للشاعر محب خيري الجمال
العربي اليوم
31 ديسمبر، 1969
ثقافة وفنون
123 زيارة
- أنها مجرد إبتسامة ،
أحاول صنعها ،،
إبتسامة مرهقة ومتسخة بالكد اليومي ،،
أدفعها أحيانا لسلة الغسيل ،،
وتعود علي هيئة دمعة مخلصة ،
تجلس علي رقبة جبل دافئ بالنحيب ،،
تعود لرجل كسول وقلق ،،
مائدة قلبه فارغة من كلمات الحب
وموسيقي كانت تربك عشب أجنحة البحر
كلما سقط مجانا علي تجاعيد حقول الحزن ،
أنها مجرد إبتسامة أتدرب عليها ،
وأنا أحمل معول الأيام علي كتفي العجوز
بلا امرأة تعد الطعام لأطفالي الجوعي
في بيتنا القديم ،،
وتهتف في مظاهرة مثقوبة بخدعة الغبار
فزنا بحفرة كثيفة ورطبة ،،
تفهم كيف يبيض الموت علي شجرة مقترحة
تتوسد غيمة خبئتها في معاطف الخوص
الخوص المشتعل بمطر خائن وداكن
لا يبتسم لبيوت الفقراء ،،
أنها مجرد إبتسامة ،،
أبحث عنها في حلق الباب ،،
ربما تركتها ونسيت غلقه! !،
ربما أخذتها أمي إلي مثواها الأنيق
ربما وضعتها علي مكتب العمل
ودهستها حاوية كونتينر وأنا أبيع الحصي
مساهمة مني في إنعاش الإقتصاد
أو ربما ماتت تحت عجلات الرمل
الذي ينمو في رأسي علي هيئة تل من نمل
مهاجر
أو سقطت من سروالي القصير وأنا أخفف سرعة الأكسجين إلي رئتي المنتفخة
كجندي جريح يفكر في تقبيل حبيبته البعيدة
قبل الموت ، ،
أنها مجرد إبتسامة ،،
أتنفسها بصعوبة بالغة ،
وأنا في غرفة العناية المركزة ،،
إبتسامة تنقصها أشياء ما ،،
غير الvental المخلص لصدري
المخترق من أجهزة الرقابة ،،
التي تدق ظلي ،
كلما دخلت مختبرا لإبتكار إبتسامة تصلح للبيع ضمن مقتنيات رجل يومئ للموت ،