محمد طعيمه يكتب …..الكل انطلق من مواقف مُسبقة،

  • 1- الكل، تقريبا، انطلق من مواقف مُسبقة، حدية، نفسية غالبا، تجاه المشهد الأخير, أكثريتهم بدأوا حملتهم بالتركيز على موجة غزو وهابي جديدة، ثم تراجعوا مع تداعي مظاهر مفترضة لها. هؤلاء تقاطعوا مع خط “الشحاذة”، مع ان الدعم/ المساعدات/ المنح النفطية متوالية منذ نهايات الستينيات، بما فيها الجزائرية والليبية، وبأموالها حاربنا في الإستنزاف وأكتوبر، وبينيا مدنا ورصفنا طرقا.. إلخ. وشخصيا أعتبرها تطبيقا جزئيا لدوائر العروبة، ويكفيني هنا رد أستاذ جامعي سعودي على أستاذ جامعي مصري/ صديق عزيز، قال له ما معناه: هل حين كان أبي يتوجه لإستلام حصتهما من التكية المصرية.. هل كان يشحذ؟ 
    2- كان يمكن وضع ذات التأطير علي..فالطبعة الأولى من كتابي “فقه التلوّن”، كان عنوانها الشارح يجمع الإخوان وآلـ سعود معا تحت مفردة “خيانات”، لكن تزيدات الطبعة الثانية استبعدتهم مع تقدم “الآداة القطرية” المشهد، وكتابي “انتحار تاريخي”، الوحيد الذي انتقد تجربة السيسي بقسوة. لكني ازعم، كما ردت على تعليق صديق ناقد كان يزورنا في جريدة “القاهرة”: “انت رابكني، مرة هنا ومرة هناك!” فأجبته: هل المواقف تتخذ على قاعدة مسبقة أم حسب السياق؟ فأجاب حسب السياق. قلت متفقين، لا ننتقد السلوكيات لأن علينا أن ننتقدها، لكن لأن بها ما نراه يستحق النقد.
    3- أنقذ أصحاب المواقف المسبقة من ضعف حملتي “الغزو الوهابي” و”الشحاذة”، خبر نشره موقع “مضروب”، وتلقفوه بدلالة صياغته “التنازل”. فورا انطلقت السهام، مشمولة بـ الخونة/ الشراميط/ قوادين/ باع أرضه. علمتني الدنيا أن من يشتم ويصرخ.. أما مُدعي، أو مزايد، أو مُنقاد ضعيف الحجة، يُداري عجزه. لهذا لم يكن غريبا أن هؤلاء أوردوا حججهم “فيما بعد”، لأنهم، ببساطة، انطلقوا من موقف مسبق/ نفسي، ولم يتوقفوا للتفكير في سلامة خندقهم.. رغم ان قضية “باع أرضه”، على الأقل.. على الأقل خلافية، ولا مع اقرار شخصيات محترمة من ذات خندقهم السياسي: د.عاصم الدسوقي + هيكل، وأخرون من ذات خندقهم “الحدي”: البرادعي + حمزاوي، بخطأ توصيف “باع أرضه”. ماذا لو جاءت “المعلومات” مع إعلان القرار للبرلمان مناقضة تماما لما روجت شتائمك على أساسه؟ غالبا، ستبلع لسانك وتنتظر فرصة أخرى لتفريغ موقفك النفسي، كما فعلت مع اتهامات “تخوين” سابقة، ثبت كذبها.
    4- لأنني متابع للقضية ضمن موقفي “الحدي” القديم مع آلـ سعود، كان سهل علي أن أحسم موقفي بضمير مرتاح، لذا حين فتح أولادي الموضوع، فتحت أمامهم فايلات أرشيفي، ومنها إلى ملف سيناء، ثم “صنافير وتيران”، وأريتهم مادتي الأرشيفية، على مدي 15 سنة على الأقل، كلها تجزم بأنها مستأجرة قانونا، تحت الحماية عمليا، لذا ابتعد أولادي، رغم حديتهم تجاه “السيسي”، عن حدوتة “باع أرضه”.
    5- في حدوتة “الإحتفالات والتسجيد”، أنا وأنت، تتفاوت مواقفنا حسب موقعنا المادي/ الوظيفي، لا تقل لي ان موقفي/ك من فلان، الذي أ/ تعمل معه، سيكون بنفس الدرجة، لو أنا/ انت لا نحتاج اليه. في أحسن الظروف أنا/ أنت “لن نعرص له”، لكننا لن نشتمه. وكلنا.. كلنا، نعمل في دوائر تتناقض جزئيا او كليا مع أفكارنا.. ونتعايش، هنا او في الخليج، وطبيعي أن يفعل “الرئيس” نفس الفعل في ذات “الموقع المادي”. وطبيعي أن آداء النظام شديد السوء، كما في ريجيني وما قبلها وما بعدها، وهكذا كانت وستكون ماكينة إعلامه، هرتلة، لكن الخلاف هنا حول الآداء، وليس المبدأ. ذات المبدأ نفعله نحن، وتفعله العواصم الاوربية.
    6- حين فتح الموضوع خلال جلسات العزاء، كانت غالبية الناس مع السيسي، جهلة.. عبدة بيادة.. بتجري ورا بطنها،… إلخ، صفهم بما تريد، لكن هؤلاء هم الخزين الذي عليك التعامل معه من أجل التغيير، وكالعادة اعتبروك تضع عصاك في الدواليب كي لا تسير. جرب تضرب السيسي في موقف صح، صدقني ستنتقل قطاعات منهم إلى صفك.
    7- وفي الأثر، قاضيان في النار، من فصل في الأمر عن جهل، ومن حكم عكس علمه ليرضي هواه أو الناس.
    8- قبل وبعد كل شئ، أثق في جيشي، هو لن يسمح لأحد، بمن فيهم السيسي، بالإضرار ببلده. هذا موقفي المُسبق الوحيد، الراسخ.
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.