هاني عزت بسيوني يكتب …..رسالة اخيرة

اعتقد ان من اهم أسباب حدوث الأزمات هو نقص الخبرة وضعف الإدارة والاختيار غير المناسب لمن يناط بهم معالجة الأزمات والتلكؤ والبطء بإتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب …
اقول ذلك بمناسبة ما يحدث من تضافر معقد وغريب ، متزامن تقريبا خلال الفترة الأخيرة للعديد من الأحداث على مصرنا الغالية ، منها أزمة سد النهضة ، وتوتر العلاقات مع إيطاليا ، وتسليم الجزيرتين للسعودية بطريقة دراماتيكية ادت الى تقسيم الشعب المصري لنصفين متناحرين وبشدة وكأننا ناقصين تناحر! ، بل ودفعت بالمزيد من الالتهاب والاحتقان بين الشعبين المصري والسعودي في اتجاه التوتر والحساسية القائمة بالاساس حتى من خلال مشاهدة مباراة لكرة القدم فما بالنا بنزع ارض من خريطة وطن دون وعي وادراك لسيكولوجية المواطن الغيور على وطنه من جانب واستفزاز المنافقون العابدون لصنم مهما اخطآ او تجاوز !!! من جانب اخر .. 
المؤسف ان من يدافع عن القرار يتقمص دور المدافع عن متخذه ، ولاينتبه ان الخلاف على ارض تنزع من حضن الوطن ، وهو مايزيد نبرة الاحتقان خاصة ان الاتهام قائم لكل من يعارض انه سيكون في دائرة الاخوان وماشابههم او انه خارج سياق السرب !! وهى كارثة بكل تآكيد ..
رسالة اخيرة ـ أوجهها إلى جميع صانعي القرار وأي ناصح رشيد .. 
ألم يكن من ” الأجدى ” والأعقل تجنب كل ذلك وإنهاء مسألة ترسيم الحدود البحرية بمعزل عن الزيارة ، قبلها ـ أو بعدها ـ بأسابيع ، وقطع الطريق على انتصار سعودي وهمي على مصرنا !؟.. 
الم يكن من” الاجدر” ان يتم إعداد ملف إعلامي ـ سياسي ـ تاريخي ـ جغرافي لتوضيح القضية لأبناء شعبنا المصري العظيم الصابر المحتسب لازمات اقتصادية طاحنة ؟! 
ألم يكن من « الأحصف » أن يتم عقد مؤتمر اعلامي دولي وعرض الملف على الإعلاميين بدلاً من البيان الذي اشعل الفتيل !؟.. لينتهي الامر بتبادل الجميع الرشق بالسهام المسنونة ، ويخرج علينا المتمرسون من خلف شاشات الفضائيات ليدافعوا عن أزمة وقرار … أنتم صانعيه وخلقتموها !؟ 
أليس من حق هذا الشعب ونوابه الذين اختارهم أن يتم إعلامهم بأمر شديد الحساسية مثل هذا ، ام انكم تعتقدون اننا تحت سن الرشد ولا نستحق ان تحترمونا !!! 
بصراحة تستحقون غضبتنا فقد صدمتمونا … بل وبدا جدار الثقة يتساقط قطعة قطعة ….
أقول ذلك وأنا أوقن أن عقيدة الجيش المصري عامة ، وشرف العسكرية العظيمة ، يجعلان التنازل عن شبر واحد أو حبة رمل من أرض مصر.. أمرا دونه الأرواح والدماء .. احتراماتي للجميع من يشاركني قناعاتي ومن اختلف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.