هانئ مباشر يكتب كلاكيت (4) …… دارفور” الوجع الأخر القادم في الطريق”

  • هل يعلم أحد من المشغولين بالجدل في حوارات “قضية ريجيني”و “قضية الجزيرتين”..
  • أن هناك واقعة أشد خطورة على مصر و تهددها بشكل خطير قد بدأت تفاصيلها منذ صباح الأمس الاثنين..
    و هي قيام سكان “اقليم دارفور” بالاستفتاء كمرحلة أولى ليكون اقليما مكون من 5 ولايات منفصلة عن بعضها أو انضمام هذه الولايات لتشكيل منطقة واحدة.. و يلي ذلك مرحلة أخرى و هي مرحلة الحكم الذاتي للاقليم ثم ينفصل بعد ذلك ليشكل دولة مستقلة عن السودان..
    هذه القضية التي نبهت لخطورتها أكثر من مرة على مدى الشهور الماضية.. و هذا ما قلته نصا أول مرة و بالنص في منتصف شهر يناير 2016 على موقع ” العربي اليوم”:
    ( هل أنتم مستعدون لصدمة أخرى؟!..
    و غائبة عن أذهان الكثيرون لا من عامة الشعب..
    بل و غائبة عن النخبة التي تدعي انها على وعي بكل شيئ..
    على الرغم من أن حقيقتهم تقول انهم مشغولين بتوافه الأمور و غارقين في أوهامهم..
    و لا يهتم بهذه الصدمة القادمة لا محالة شئنا أم أبينا و خلال أيام قليلة سوى بعض الأجهزة الخائفة فعلا و قولا على هذا الوطن.. وكتب عليها أن تتحمل كل أخطاء الأغبياء وتتحمل سخافات الحمقى..
    و اليكم بعض الأمور و الأمور التي حدثت خلال الأيام الماضية و مرت مرور الكرام..
    الأمر الأول في بداية الشهر الحالي..
    عين كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسارانا دلاميني زوما “الفريق فرانك موشو كمانزي” من رواندا قائدا عاما لقوات العملية المختلطة للاتحاد الافريقي و الامم المتحدة في دارفور “اليوناميد”..و طبقا لتقرير نشرته “مجلة فورين بوليسي” في عدد شهر ديسمبر 2015 عن الصراعات في أفريقيا فان اسم “الفريق فرانك موشو كمانزي” يظهر في صراع بشع و دموي..حيث كان رئيس أركان جيش بلاده في يوليو 2012 ابان التمرد في “الكونغو الديمقراطية” المدعوم من راوندا و كانت بلاده تصعد الجهود من أجل تجنيد الرجال بمن في ذلك الأطفال لدعم “ميليشيات ام 23” الدموية في شرق الكونغو الديمقراطية التي تم دحرها من قبل لواء تابع للأمم المتحدة.. و وفقا لتحقيقات الأمم المتحدة في نوفمبر 2012 فان الاتهام الصريح وجه الى “الفريق فرانك موشو كمانزي” بانتهاك القانون الدولي و الانساني وارتكاب جرائم الذبح و الاغتصاب بحق المدنيين الكونغوليين بل ووصفه تقرير “الهيومن رايتس ووتش” بأنه أحد أمراء الحرب و وجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية..
    الأمر الثاني بعد 3 أيام من الان بالضبط..
    ستستضيف مدينة “دبرزيت” الإثيوبية أولى جولات الحوار المصغرة بين الحكومة السودانية وحركات دارفور بغرض التوصل إلى تسوية بين أطراف الصراع في السودان و إلحاق الحركات الدارفورية بالحوار السوداني في الخرطوم .. الأهم أن هذا الأمر يتم برعاية “أحمد بن عبد الله آل محمود.. نائب رئيس مجلس الوزراء القطري” و الذي كان قد عقد منذ عدة أيام و بشكل غير معلن في باريس لقاء مع كل من
    “أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان” و”جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة” بطلب من الحركتين الذين قالا ان اللقاء كان بهدف إمكانية إيجاد قواسم مشتركة لعملية السلام في دارفور في أقرب وقت ممكن..
    الأمر الثالث في 11 ابريل القادم ..
    يجري استفتاء شعبي في اقليم دارفور لتحديد مستقبل هذا الاقليم..
    و لكي تتضح الصورة أكثر فان موضوع الاستفتاء ورد في اتفاقية أبوجا 2006 و اتفاقية الدوحة 2011 و أصدر رئيس السودان عمر البشير مرسوماً جمهورياً رقم(4) لسنة 2011 يقضي بإجراء هذا الإستفتاء لتحديد الوضع الإداري الدائم لدارفور.. و تقول المادة 76 من وثيقة الدوحة..
    “يجرى الاستفتاء على نحوٍ متزامن في ولايات دارفور في فترة لا تقل عن عام بعد التوقيع على هذا الاتفاق.. وبعد مرور العام سيقرر رئيس الجمهورية بالتوافق مع رئيس سلطة دارفور الإقليمية إنشاء مفوضية الاستفتاء والتي سوف تجري الاستفتاء.. وتُضّمن النتيجة في الدستور الدائم. ويجري تقديم الخيارات التالية في الاستفتاء..
    1_ إنشاء إقليم دارفور الذي يتكون من ولايات دارفور
    2_الإبقاء على الوضع الراهن لنظام الولايات.. وفي كلتا الحالتين، يتم احترام طابع الإقليم الذي تحدده التقاليد الثقافية والتاريخية..
    على أرض الواقع فإن الاستفتاء يتم في ظروف معقدة لغاية و خطوطة متداخلة كخيوط العنكبوت سواء للوضع الداخلي في السودان أو الاقليمي أو الدولي..
    ومع اصرار “السيد قلق”_ أو بان كي مون_ على تعيين جنرال متهم بارتكاب جرائم حرب كقائد لقوات حفظ السلام في دارفور و اجراء مفاوضات بين الاطراف المتناحرة في الاقليم في اثيوبيا و برعاية قطرية و تواجد اسرائيلي و تركي في خلفية المشهد – راجع حجم اهتمام وكالة الاناضول التركية بمتابعة هذا الملف و التصريحات الدبلوماسية المشتركة مابين تركيا و اسرائيل حول دارفور..
    ومع التجاهل المتعمد للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في حق أهل دارفور.. واجراء مصالحات حقيقية بين مكونات أهل دارفو و نشوب نزاع بين الأطراف الموقعة على اتفاق الدوحة.. و تزايد أعداد النازحين مع عدم استقرار أجزاء أخرى من السودان متاخمة للإقليم)..
    كل هذا و باختصار يصب في خانة..
    أن هناك اصرار على استقطاع جزء أخر من السودان بعد قطع جنوب السودان من قبل..
    و باختصار أكثر شدة..
    مصر ستواجه خلال الفترة القادة صداع مزمن أخر في حديقتها الخلفية..
    ان المسافة بين “الفاشر” عاصمة الاقليم بصعيد مصر خاصة في الشق النوبي مسافة هي اقرب من مسافة الاسكندرية الى القاهرة..
    وفي توقيت متزامن و غريب بدأت تظهر جمعيات و منظمات و تحظى بدعم مالي و معنويو اعلامي غير مسبوق خاصة في هولندا و الدنمارك و أسبانيا و ايسلندا تدعي أن هناك اضطهاد يمارس ضد تجمعات أهل النوبة و أنه من حقهم احياء فكرة اقامة وطن خاص مستقل بهم.. و أن يكون هذا الوطن ممتد مابين مصر و السودان..
    يا سادة..
    “دارفور” هو الوجع الأخر القادم في الطريق.. فماذا نحن فاعلون؟!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.