الفنانة التشكيلة روناك عزيز في حوار “للعربي اليوم ” أحمل رسالة سلام إلى العالم والحب ضد الحرب رسالتي إنسانية
العربي اليوم
31 ديسمبر، 1969
ثقافة وفنون
352 زيارة
- الفنانة التشكيلية روناك عزيز الحاصلة على شهادة تقديرية من جمعية الفنون الجميلة في غوتبورغ, من مواليد كركوك العراق وهي خريجة كلية الفنون الجميلة عام 2001 . عملت مدرّسة فنون في محافظة كركوك بين عامي 2005 – 2010، خلالها أقامت عدّة معارض فنية شخصية، وتسلمت منصب مديرة جمعية دجلة للفنون، وناشطة في مجال حقوق الإنسان.
- أقامت أول معرض فني لها في مونديال المكتبة العامة 2014, كما أقامت عدداً من المعارض في مناطق متفرقة من مدينة غوتمبورغ وعدداً من المعارض الشخصية بين عامي 1996 – 2001. لاتتوقف روناك عزيز عند جغرافية او حدود مدرسة تشكيلية فنية، فهي باسلوبها الخاص تمزج بين الكثير من المذاهب والمدارس التشكيلية الاكاديمية كالتعبيرية والسوريالية ولربما في احيان كثيرة التعبيرية التجريدية وكأنها لاتريد ان تقيد روحها بمنهجية محددة كي تبقى تحلق في الافق بحرية..
- وترسم من خلال التقاطاتها لتحول انفعالاتها ومشاعر ها النابعة من صميم حراكها الذاتي الى لوحات ناطقة، وهذه الانفعالات والمشاعر على اختلاف انواعها ومستوياتها، تشي بنوع من الاحتدامات التي قد لاتظهر بصور مباشرة او حتى اثناء بدايات الرسم، انما تتخذ من نفسها ايقونة ضمنية يمكن للمشاهد المتابع ان يلامسها ضمنياً او انها تظهر من خلال نهايات العمل..مما يعطي انطباعا حول ماهية الانفعال والقلق المرافق له،
- وهذا بالتالي يجعلنا نعيش وقع العمل على انه تعبيري منوط بالكثير من الايحاءات والدلالات الظاهرة والمضمرة التي تساهم في توسيع رقعة العمل وتخرجه من الذاتية الى العالمية باعتبارها تنم عن تفاعلية واضحة مع القضايا الانسانية والاجتماعية التي تربط الذات بعوالمها الخارجية.
- وروناك بثقافتها من حيث انتمائها الكوردي وثقافتها المنوعة النابعة من موطنها الاصلي وتمازجها وتناميها الاغترابي، تعيش هالة من الرؤى التي تحتل لاوعيها بحيث نلامس بروزها كتشكيلات متحركة في اعمالها، لاسيما حين تسعى لترميم بعض الشروخ التي احدثتها الازمنة المتوالية والتي اجبرتها على الانصياع لمنطقها سواء من حيث الابتعاد عن موطنها، او حتى المشاعر التي تخالجها جراء مشاهدتها الخراب الذي يعم كل العالم، ويهدد الانسانية اجمع، مما شكل ذلك هاجساً متقداً ومحركاً للكثير من الانفعالات والمشاعر لدى روناك، لتظهر وبشكل تناسبي وواضح في الكثير من اعمالها..
التقينا ها وكان هذا الحوار:-
• ماذا عن نشأتك روناك؟
– نشأتي كانت في بيئة جداً محافظة .ولدت في احد الأقضية التابعة لمحافظة كركوك /العراق آنذاك ،والدي كان حافظا للقرآن ووالدتي الام العظيمة التي لاتتوقف ليل نهار عن العمل لدي ١٦أخوة وأخوات وفي زحمة هذا الجو وصراعات الأسرة في مجتمع يسيطر عليه التقاليد والدين كبرت وتكونت براعم أحلامي وأمنياتي .. كنت ألجأ للرسم دون وعي ..على الحيطان والجدران وكل شيء حولي ،لم أخطط أبداً أن أن أكون رسامة وَلَمْ أتوقع أني ذات يوم أفني سنوات عمري التالية في عالم الألوان واللوحات
• روناك: كيف كانت بداياتك مع اللوحة ؟؟؟؟
– كان عمري عشرة سنوات بدأت الحرب العراقية الإيرانية وبعدها استمرت الحروب والمآسي ولم تنتهِ .
• كيف للفنان أن لا يتأثر بمحيطه وبما يدور ؟؟؟
– لاتتوقع أن يرسم وردة أو منظرا جامدا لابل لابد أن ينفعل ويعبر عن ما حوله عن مجتمعه عن الامه وصراعاتاته
• ماذا عن روناك: المرأة الكوردية ؟
– أنا رسمت نساءا يصرخن نساءا يحاولن عبثاً الهروب من قيود فكر يجعلهن سجينات مدى الحياة ليس سهلا أن ترسم روحك التي تبكي وتصرخ: وليس سهلا أن تشعر بالاغتراب حتى في وطنك
• هناك محاور ثلاث رئيسية في تجربتك ماذا عنها ؟
– اولا المرأة وصراعها من أجل حريتها: ثانيا الانسان إينما كان الانسان : ثالثا الطبيعة
• روناك:متي غادرتي العراق ؟
– غادرت العراق مع زوجي وطفلاي نهاية ٢٠١٠
• روناك وأين استقريتم ؟
– أستقرينا في أخد المدن السويدية
• وكيف بدأت المشوار ؟
– هنا في السويد بدأت مشوارا جديدا بدأت برسم الطبيعة لوقت معين ثم عدت مرة اخرى الى الانسان لم أقدر أن أضيع في الغابات التي أرسمها سرعان ما عدت الى مواضيعي القديمة
• وماذا عن دورك في نشر السلام ؟
• نعم لانني أحمل رسالة سلام الى العالم الحب ضد الحرب دائماً: رسالتي إنسانية عملت في العراق و هنا ايضا السويد و مازلت اعمل مع منظمات إنسانية تساعد الاطفال حول العالم
• وماذا عن معارضك التي أقيمت ؟
• شاركت في معارض عربية وعالمية عملت ستة معارض شخصية في بغداد: اما هنا في السويد عملت عشرات المعارض الشخصية خلال خمس سنوات من وجودي هنا و شاركت في العديد من المهرجانات و المعارض الفنية
• اللوحة ماذا تمثل لكي ؟
• هي من تزودها بالأوكسجين والدماء الجديدة للحياة، وهي التي تقدم حياتها أكثر ما تقدم الجمال والمتعة والانبهار.
• وماذا عن اللوحة في حياتك ؟
– حياتي أشبه بحياة مغامر على سفينة ظلت تجوب البحار ولا تركن إلى اليابسة أبدا، هجرة قسرية منذ 18 سنة من العراق إلى السويد بعد أن أنهيت دراسة الفن التشكيلي في بغداد، وعانيت حياة صعبة من خلال اعتراض الأهل والمحيط العائلي لهذه الدراسة فعشت غربتين معا.
• الغربة ماذا تمثل لكي ؟
• غربة العيش في العراق والغربة في السويد مع أن أعمالي لا تحمل تلك القسوة والحنين إلى العراق، ذلك التوق إلى المكان الأول أو حتى أننا لا نعثر على إيحاءات تشي بالعودة إلى الطفولة وأيام الصبا في بغداد. رسوماتي تحمل بصمات العودة اإلى الحياة القروية وتفاصيل مهملة لحياة الفلاحين ونمطية عيشهم عبر موتيفات سريعة وكولاجات مبعثرة، وتطورها عبرأسلوبي بشكل لافت، من خلال الانتقال التدريجي من المعنى المجرد الثابت في الذاكرة، إلى معنى انفعالي تصويري لا يبتعد عن الواقع إلاّ أنه يكسر حدته وواقعيته بالتأويل الرمزي، والحرية في الخلق والإبداع.
• أي المدارس الفنية تنتمين اليها ؟
– أنا لا أنتمي إلى مدرسة محددة، فأنا أنتقل وأغير وأجرب كل مرة، ففي بداياتي رسمت بأسلوب أكاديمي ثم جربت السوريالية ثم انتقلت إلى المدرسة التعبيرية وبعدها التعبيرية التجريدية وهكذا… أنا لا أحب أن أضع إطارا يحدّد إلهام روحي المتوقدة بشوق المغامرة وحب الجديد”.
• ثمة أطار في لوحاتك ماذا عنه ؟
• لا أحب أن أضع إطارا يحدد إلهام روحي المتوقدة بشوق المغامرة وحب الجديد الفنان العراقي أينما يذهب ويرحل يحمل معه أنفاسه وذكراه.
• الفن التشكيلي ماذا يمثل لكي؟
– الفن التشكيلي هو لغة الحياة، ولايخفى على أحد أن الفن التشكيلي العراقي بلغ أعلى درجات الرقي والأبداع خصوصاَ ان هذا الفن يعود الى آلاف السنين وتمتد جذوره الى حضارة وادي الرافدين، والفنان العراقي أينما يرحل، يحمل معه أنفاسه وذكراه، وذكرى حضارة عريقة، حضارة عمرها 5 آلاف سنة، فكيف لايحظى أعماله بالقبول واستحسان الجميع، ومن منا لايعرف أسماء الفنانين العراقيين العظام أمثال فائق حسن واسماعيل الشيخلي ونوري الراوي وجواد سليم وغيرهم؟ لكن للأسف الفنان العراقي تأثر كثيراَ بالحروب والويلات والظروف السياسية التي مرت بها البلاد.