ماهر فرغلي يكتب …..مناكفة الأنظمة

  • (مناكفة الأنظمة) هو استراتيجية داعش المقبلة التى ظهرت من خلال أحد بياناته، الذى قال فيه: (إننا قادمون يا بغداد)، وهو ما يعنى أن هناك خطة من التنظيم، التى ستنتقل من خلالها رسمياً من جهاد والتمكين، وقتال العدو القريب، والبعيد معاً، إلى جهاد البقاء عبر استراتيجيات الاستنزاف، التى قال عنها التنظيم في أحد بيانه (المنازلة).
    هذا التنظير ليس جديداً، بل هو تنظير استخدمته القاعدة، وهو ما أطلقت عليه: (المناكفة الجهادية للأنظمة العربية).
    للعلم هناك عدة أنواع من الجهاد المعاصر، لم تكن في كتب التراث ولا الأولين، بهذا الشكل الممنهج، 1- (الجهاد النكائى)، الذى ابتدعه تنظيم الجهاد في مصر، وبعده القاعدة، وكذلك الجماعة الإسلامية المصرية، التى أطلقت عليه (دفع الصائل).
    2- (الجهاد التضامنى)، أى التضامن مع المستضعفين، كما حدث في أفغانستان، والشيشان، والبوسنة والهرسك.. ألخ، وهو ما تسبب فيما بعد في ظهور شبكات جهادية مسلحة، تريد حرب العالم أجمع، مثل القاعدة، وتنظيم الدولة، عبر ما يسمى نهج الاستنزاف والمطاولة، ودمج الأبعاد الجهادية، وقتال العدو البعيد.
    3- جهاد التمكين، عبر تقويض الأنظمة، وطرح بدائل مناسبة لها، وهذا هو ما نجحت فيه داعش وحدها، التى دمجت بين الفقه السلطانى الوهابى القديم، مع شكل الدولة الحديثة، وأنتجت نموذجاً هجيناً وغريباً، وهو نموذج دولة الخلافة، فيما ظل تنظيم القاعدة يستهدف تقويض الدول الغربية من دون طرح بدائل محددة.
    4- جهاد البقاء، ومناكفة الأنظمة، عقب الحرب الكونية على التنظيم، من أجل حفاظه على مكتسباته، وتربية جيل جديد من الأنصار، تمكنه من الحفاظ على دولته المزعومة.
    هذا ملخص لدراسة كبيرة عن هذا الأمر. ستظهر للنور قريباً.. والسؤال ما هى الأنظمة التى سيواجهها التنظيم؟ وهى موضوع آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.